الحمد لله نور السماوات والأرض وعمادهما، وديان السماوات والأرض ووارثهما، ومالك السماوات والأرض وعظيمهما، وعالم السماوات والأرض وقيومهما، ورحمن الدنيا الآخرة ورحيمهما.
وأشهد أن لا إله إلا الله الحنان المنان، بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام.
اللهم إليك مددنا أيدينا، وفيها عندك عظمت رغبتنا، فاقبل توبتنا، وارحم ضعف قوتنا، واغفر خطيئتنا، واقبل معذرتنا، واجعل لنا من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً.
وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، نشهد يا رسول الله أنك قد بلغت إلينا من ريك الرسالة وأديت الأمانة ونصحت للأمة فكشف الله بك عنا الغمة وتركتنا على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك أو مشرك.
العناصـــــر
أولًا: أهمية السلام في الإسلام
ثانيا: تطبيقات السلام في حياتنا
الموضـــــــوع
أولًا: أهمية السلام في الإسلام
الله عز وجل هو السلام: قال سبحانه ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الحشر:22-23]. أي: المسلم لعباده، وقيل المسلم على أوليائه.
فالله سبحانه هو السلام، فكل سلام ورحمة منه وله، وهو مالكها ومعطيها، فالسلام منه بدأ، وإليه يعود، فالسلام اسمه ووصفه وفعله، والتلفظ به ذكر له فـ «اللَّهُمَّ! أنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ» أخرجه مسلم
وهو السَّلامُ على الحَقيقَةِ سَالِمٌ * مِن كلِّ تَمثِيلٍ ومِن نُقصَانِ
ومن معاني السلام:
المعنى الأول: السلام الذي سلمت ذاته من العيوب، وسلمت صفاته من كل نقص، وسلمت أفعاله من كل خطأ وشر.
المعنى الثاني: الذي يسلم من لجأ إليه من كل ضيق وهم وألم، لا يمكن تلجأ إلى الله إلا ويسلمك من كل هم وضيق.. لو
أصابتك مصيبة اذهب إليه في ساعات الليل.. ابك بين ايديه، توسل إليه، وسيفرج عنك ما أنت فيه "أَمَّنْ يُجِيبُ
الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ"، "فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ".
المعنى الثالث: الذي يسلم خلقه كلهم في أجسادهم وحياتهم، ضاربًا المثل بكيفية التئام العظام، إذ تظل الخلايا العظمية
قائمة حتى الكسر تنشط، لأنها مصممه من أجل سلامتك، وعند المرض تبحث كرات الدم البيضاء عن العدو وتصنع
المصل المضاد وتقاتل به الجرثوم وأنت لا تدري.
من أسماء الجنة: قال تعالى: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ ) [يونس:25] .
السلامة من كل شر: قال تعالى في ( فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ) الواقعة.
الخير: قال تعالى: (سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر:5]. قال ابن قتيبة: خير هي.
الثناء الجميل: قال تعالى: (سَلَامٌ عَلَى إِبْراهِيمَ) [الصافات:109].
تحية المسلمين السلام: قال تعالى : ( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) )[النور:61].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ» رواه أبو داود ( صحيح)
تحيَّة الملائكة، وتحيَّة آدم وذريته: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ؛ طُولُهُ سِتًّونَ ذِرَاعاً، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَفَرِ مِنَ المَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذرِيَّتِكَ. فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ. فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ" البخاري
تحية أهل الجنة، وتحية المؤمنين يوم يلقون ربهم تحيِّيهم بها الملائكة الكرام، وذلك عندما يُساق أهل الجنَّة إلى الجنَّة زُمَراً، وتفتح لهم أبوابها الثمانية، فيتلقَّاهم خزنتُها فالتحيَّة بالسلام ، قال الله تعالى: (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد/23، 24] ، و قال تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ}
جعل رحمته سلام: قال تعالى: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)) سورة يس
أي ولهم نعيم آخر أكبر حين يكلمهم ربهم، الرحيم بهم بالسلام عليهم. وعند ذلك تحصل لهم السلامة التامة من جميع الوجوه.
ثانيا: تطبيقات السلام في حياتنا
الدعاء باسم الله السلام بعد كل صلاة : عن ثَوبانَ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثَاً، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ» قِيلَ لِلأوْزَاعِيِّ - وَهُوَ أحَدُ رواة الحديث -: كَيْفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قَالَ: تقول: أسْتَغْفِرُ الله، أسْتَغْفِرُ الله. رواه مسلم.
أن يسلك المسلم في حركته اليومية سبل السلام : قال تعالى : ) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ ( [المائدة:16]
إذا أقمت زواجك على منهج الله غضضت بصرك عن محارم الله ، أديت واجب الزوجة ، وأعطيتها حقها ، فقد سلكت في زواجك سبل " السلام " وإذا اعتنيت بأولادك ربيتهم ، وغرزت فيهم العقيدة الصحيحة ، والخلق القويم ، أنت سلكت مع أولادك سبل " السلام " وإنك إن عاملت من حولك معاملة وفق منهج الله أحبوك ، وكان الطريق إليهم سالماً .
المسلم مصدر سلام لمن حوله: عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «واللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللهِ لا يُؤْمِنُ!» قِيلَ: مَنْ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَأمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ!» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
أن يسلم المسلمون من لسانه ويده: عن عبدِ الله بن عمرو عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: " المسلمُ مَن سلمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدِهِ، والمهاجرُ مَنْ هجرَ ما نهى الله عنه" متفق عليه.
مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يُؤْذِ مُسْلِمًا بِقَوْلٍ وَلَا فِعْلٍ وَخَصَّ الْيَدَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّ مُعْظَمَ الْأَفْعَالِ بِهَا، وَلَيْسَ الْمُرَادُ نَفْيَ أَصْلِ الْإِسْلَامِ عَنْ مَنْ لَمْ يَكُنْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ، فينبغي َالِاعْتِنَاءِ بِنَفْعِ الْمُسْلِمِينَ وَالْكَفِّ عَمَّا يُؤْذِيهِمْ بقول أو فعل مباشرة أَوْ سَبَبٍ وَالْإِمْسَاكُ عَنِ احْتِقَارِهِمْ وَفِيهَا الْحَثُّ عَلَى تَأَلُّفِ قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَاجْتِمَاعِ كَلِمَتِهِمْ وَتَوَادُّهِمْ وَاسْتِجْلَابِ مَا يُحَصِّلُ ذَلِكَ.
مخاطبة الناس بالسلام: قال تعالى : " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً " [الفرقان:63] .
وعباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض بسكينة متواضعين، وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم بالمعروف من القول، وخاطبوهم خطابًا يَسْلَمون فيه من الإثم، ومن مقابلة الجاهل بجهله.
إفشاء السلام بين الناس: عن أَبي يوسف عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: «يَا أيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلاَمَ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلاَم» . رواه الترمذي، وقال: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحيحٌ) .
وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للمجاهدين: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ اغْزُوا باسم اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا) صحيح مسلم
تحقيق السلام مع الناس: فما أجمل أن يعيش الإنسان في سلام مع أسرته، وسلام مع عائلته، وسلام مع جيرانه، وسلام مع زملائه، وسلام مع أصدقائه، وسلام مع المجتمع كله، وسلام مع الناس أجمعين ولا يكون هذا إلا بتطهير النفوس والقلوب من الغل والحقد والبغضاء والكراهية قال جل وعلا: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) الحشر: 10
سلام المرء مع ربه يؤدي إلى سلامه مع نفسه: قال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) [فصلت:30-31] .
هل من مرتبة أعلى من أن تكون في سلام مع الله ؟ هل من مرتبة أعلى من أن تشعر أن خالق السماوات والأرض يحبك ؟ هو وليك ، يدافع عنك ، يفوقك ، ينصرك يحفظك ، إنك إن طبقت منهج الله عز وجل أنت في سلام مع نفسك ، حالة المؤمن أنه طاهر ، أنه ما بنى مجده على أنقاض أحد ، أنه ما سبب آلاماً للناس ، كان معطاءً ، كان مصدر أمنٍ لهم ، كان مصدر سعادة لهم ، أنت إذا طبقت منهج الله في سلام مع نفسك ، تنام قرير العين ، تنام مرتاح البال ، تنام وأنت تشعر أن الله يحبك ، لأنك أحسنت إلى خلقه .
سلام القلوب بذكر الله: قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "(الرعد: 28).
ونسيان الله يؤدي بالعبد إلى الضياع والتشتت، قال تعالى :"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"(طه: 124
والصلاة والوقوف بين يديه، أعلى إحساس بالسلام النفسي. قال صلى الله عليه وسلم: "أرحنا بها يا بلال"، فهي الراحة وفيها الراحة ومنها الراحة، قال تعالى :"إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ"(البقرة: 277
الجنوح إلى السلم: حين لا يبغي بعضُ الناس على بعضٍ، ولا يستذِلُّ بعضُهم رِقاب بعض، وحين يتحقَّق الأمن للضعفاء الذين لا يملكون عن أنفسهم دفاعًا، ويكفُّ الباغي عن بَغْيِه ويجنح إلى السلم - حينئذٍ يُحرِّم الإسلام الحربَ تحريمًا، ويدعو إلى السلم فورًا، قال تعالى: ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ الأنفال: 61
إذًا يتَّضِحُ لنا أن فلسفةَ السلام في الإسلام ترتكزُ على أن السلم هو القاعدةُ والمنظومة الرئيسَةُ التي جعَلها الله في الوجود، والحربُ ضرورةٌ لتحقيقِ خيرِ البشرية لا خيرِ أمةٍ، ولا خير جنس أو فرد فقط، وإنما ضرورة لتحقيق المُثُل الإنسانية العليا التي جعلها الله غايةً للحياة الدنيا، ضرورة لتأمين الناس مِن الضغط، وتأمينهم من الخوف أو الظلم، وتأمينهم من الضرِّ ضرورة هامة لتحقيق العدل المطلق في الأرض فتصبح إذًا كلمةُ الله هي العليا.
أن الله ذو سلامة لعباده: ويتبين ذلك في التفكر في خلق الله للإنسان، فقد أعطاك جهاز مناعة ، جيش عرمرم ، بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، هذا الجيش في فرقة استطلاع ، فرقة تصنيع السلاح ، فرقة مقاتلين ، فرقة خدمات ، فرقة مغاوير ، خمس فرق في هذا الجيش ، من أجل سلامتك ، من أجل مكافحة الأمراض .
من جعل كل كلية فيها عشرة أضعاف حاجة الإنسان ؟ أنت تملك كليتين ، الطاقة لهاتين الكليتين عشرون ضعفاً عن حاجتك ، لأن الله ذو السلامة لعباده .
من جعل في القلب مركز تنبيه خاص ؟ القلب لأنه من أنبل أعضاء الإنسان وعلى نبضه تتوقف حياة الإنسان ، جعل الله في القلب مركزاً كهربائياً خاصاً ، تتلقى منه الأمر بالنبض ، ماله علاقة بالشبكة العامة ، القلب يتلقى أمراً بالنبض من مركز كهربائي ذاتي فإذا تعطل هذا المركز هناك مركز احتياطي ، فإذا تعطل الثاني هناك مركز احتياطي ثالث لأن الله ذو السلامة لعباده .
لذلك هذا الاسم أيها الأخوة ، يعطينا شعوراً أن الله يحبنا ، وأنه صمم أجسامنا وصمم ما حولنا تصميماً رائعاً بحيث تكون المحصلة هي السلام .
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جمع وترتيب: الشيخ أحمد أبو عيد
0109 809 58 54
نسألكم الدعاء
تعليقات: (0) إضافة تعليق