القائمة الرئيسية

الصفحات

مخاطر الطلاق للشيخ أحمد أبو عيد




    pdf


word



مخاطر الطلاقِ

الْحَمد لله مُجيب الداعين ومثيب الساعين ومعطي الطالبين ومرضي الراغبين ومنجد الهالكين ومرشد السالكين وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، رَحِيم بِالْمُؤْمِنِينَ رحمن تعم رحمته على الطائعين والعاصين، وَأشْهد أَن سيدنَا مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله،

إن شئت من بعد الضلالة تهتدى.... صل على الهادي البشير محمد

يا فوز من صلى عليه فانه يحوي.........الأماني بالنعيم الســـــــــــــــرمد

ﻳﺎ ﻗﻮﻣﻨﺎ ﺻﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺘﻈﻔﺮﻭﺍ...........ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻬﻨﻰ ﺍلأﺭﻏﺪ

صلوا عليه وارفعوا أصواتكم .......يغفر لكم في يومكم قبل الغــــــــد

العناصر:

أولًا: أسباب الطلاق                              ثانيًا: علاج المشكلات الزوجية

ثالثًا: أضرار الطلاق

الموضوع

أولًا: أسباب الطلاق

       الخطأ في اختيار الزوجان لبعضهما: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " ([1])

(تنكح المرأة لأربع) الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع وآخرها عندهم ذات الدين فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين لا أنه أمر بذلك (لحسبها) قال شمر الحسب الفعل الجميل للرجل وآبائه (تربت يداك) ترب الرجل إذا افتقر أي لصق بالتراب وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر به والمراد بها الحث والتحريض.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ» ([2])

       إفساد الزوجة على زوجها: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ» ([3]) أي: أفْسَدَها وخَدَعَها بحيثُ يُزَيِّنُ لها عَداوةَ الزَّوْجِ بذِكْرِ مَساوِئِه أو يَذْكُرُ محاسَن رجُلٍ أجنَبِيٍّ عنها فتُقارِنُه بزَوْجِها، أو يُحسِّن إليها الطَّلاقَ؛ ليتَزَوَّجَها أو يُزَوِّجَها لغَيْرِه.

       كثرة الحلف بالطلاق: فهؤلاء الذين يطلقون ألسنتهم بالطلاق في كل هين وعظيم، هؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ» ([4])، فإذا أراد المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عز وجل، ولا ينبغي أيضاً أن يكثر من الحلف لقول الله تعالى: ]وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ[ [المائدة:89]. ومن جملة ما فسرت به الآية أن المعنى: لا تكثروا الحلف بالله سبحانه. أمّا أن يحلفوا بالطلاق مثل: عليّ الطلاق أن تفعل كذا، أو عليّ الطلاق ألا تفعل، أو إن فعلت فامرأتي طالق، أو إن لم تفعل فامرأتي طالق وما أشبه ذلك من الصيغ، فإن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

وهو استهزاء بآيات الله فلما جاء رجل إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وقال: [يا إمام! إني طلقت امرأتي مائة تطليقة، فقال: ثلاث حرمت عليك، وسبع وتسعون اتخذت بها كتاب الله هزواً].

       تدخَّلَ الآباءُ والأمهاتُ في شؤونِ الأزواجِ والزوجاتِ، الأبُّ يتابعُ ابنَهُ في كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، وفي كلِّ جليلٍ وحقيرٍ، والأمُّ تتدخَّلُ في شؤونِ بنتِهَا في كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، وجليلٍ وحَقيرٍ، حتى ينتهي الأمرُ إلى الطَّلاقِ والفراقِ، ألم يَعلمَا أنَّهُ مَن أفسدَ زوجةً على زوجِهَا أو أفسدَ زوجًا على زوجتِهِ، لعنَهُ اللهُ؟

       الأسرة المفككة: التي أصبحت سمة من سمات واقعنا، التربية المعوجة، الوالد الذي يظن أن مهمته تنتهي بمجرد توفير الطعام والشراب لولده وهي نظرة لا تعدو أن تكون كنظرة الإنسان إلى الحيوان.

ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا

إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا

فلا يجلس مع ولده جلسة المؤدب المعلم له فينشأ جيلا لا رجولة فيه وليس له إحساس بمسؤولية الزواج ولا يفكر بآثار الطلاق بعد ذلك وعواقبه.

والأم التي تظن أن مهمتها تنتهي بمجرد الوضع وتوكل أمر تربية الولد بعد ذلك إلى الخادمة أو المربية ولا تعد ابنتها للحياة الزوجية وإذا أرادت أن تعدها فإنما تعدها حتى تكون ندا لزوجها تعلمها كيف تسلبه ماله؟ تعلمها كيف تبرؤه من أهله من أمه من أبيه؟

       كثرة النعم فبطرَ الناسُ الفضلَ من اللهِ والكرمَ، وأصبحَ الغنيُّ ثريًّا؛ يتزوَّجُ اليومَ ويطلِّقُ في الغدِ القريبِ، ولم يعلمْ أنَّ اللهَ سائلُهُ، وأنَّ اللهَ محاسبُهُ، وأنَّ اللهَ موقفُهُ بينَ يديهِ في يومٍ لا ينفعُ فيه مالٌ ولا بنونَ، ولا عشيرةٌ ولا أقربون.......

       مواقعِ التواصلِ الاجتماعِيِّ والذئابِ البشريةِ عليها، فتجد المرأة يحدث مشكلة مع زوجها فتكتب على مواقع التواصل الاجتماعي تطلب العلاج ولكن للأسف هناك من يفسدها ويزيد أمرها سوءًا حتى يصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.

       التهاون في الحقوقِ المتبادلةِ بينهم: قال تعالى: ] وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [ .(البقرة: 228). وبسببِ هذا التقصيرِ يحدثُ النزاعُ والفراقُ.

       الخيانةِ الزّوجيةِ: التّي يلجأُ إليها العديدُ من الأزواجِ دون الخوفِ من اللهِ تعالى، وضعفِ الوازعِ الدينيِّ عندَ الزّوجِ أو الزّوجةِ، والتّقصيرِ في أحدِ واجباتِ المنزلِ، أو استخدامِ الزّوجِ لأسلوبِ العنفِ في بيتِهِ، أو البخلِ، أو سهولةِ نطقِ كلمةِ الطّلاقِ عندَ الأزواجِ في جميعِ الأمورِ، وقد زادَ في وقتِنَا الحاضرِ طلبُ الزّوجةِ من الزّوجِ الطلاقَ مقابلَ إبراءِ ذمتِهِ ليتمَّ الطّلاقُ بسهولةٍ أكبر.

       ترك النهج الرباني: قال تعالى: ] وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [ (سورة  طه : 125 ) ، فمَن اتبعَ منهجَ اللهِ سعدَ في دنياهُ وسعدَ في أُخراهُ، ومَن أعرضَ عن منهجِ اللهِ وعصَى مولَاهُ شقِيَ في دنياهُ، وهلَكَ في أُخراه.

       عدم الوعي بما يحدث بعد الطلاق: أيُّها الزوجُ، يا مَن تريدُ طلاقَ زوجَتِكِ، كيفُ هي حياتُكَ بعدَهَا؟ وكيف سيكونُ أبناؤُكَ وبناتُكَ؟ وإلى أيِّ مآلٍ ستتجهُ حياتُكَ واهتماماتُكَ؟ فاللهَ اللهَ في الحكمةِ والصبر، والتدرجِ في معالجةِ الأمورِ، وجَرِّبِ النُّصْحَ لِزَوْجِكَ.

ثانيًا: علاج المشكلات الزوجية   

       التعرف على أسباب المشكلات لتجنبها: عن حذيفة رضي اللهُ عنه :" كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي " ([5])

 كما قالَ الشاعرُ:

عَرَفتُ الشَرَّ لا لِلشَرِ لَكِن لِتَوَقّــــــــيهِ ** وَمَن لَم يَعرِفِ الشَرَّ مِنَ الخَيرِ يَقَع فيهِ

       تقريب وجهات النظر: بأن يفهم كل واحد منهما نفسية الأخر عند البناء فان ذلك يجنب الشقاق والخلاف المستقبلي وتأمل إلى ذلك المشهد الرائع لذلك الفهم، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ]«إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى» قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ " قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ[ ([6])

       معرفة الزوجة بما يحبه زوجها، وكذلك الزوج بما تحبه زوجته: قال شريح القاضي: "خطبت امرأة من بني تميم فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها يهدينها حتى دخلت علي، فقلت: إنه من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين، ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها، فتوضأت، فإذا هي بوضوئي، وصليت فإذا هي بصلاتي، فلما خلا البيت دنوت منها، فمددت يدي إلى ناحيتها فقالت: على رسلك يا أبا أمية.

 ثم قالت: الحمد لله أحمده أستعينه وأستغفره، وأصلي على محمد وآله، أما بعد: فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك فبيّن لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأجتنبه، فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثلك، ولكن إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً، وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229].

 فقلت: الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي وأسلم على محمد وآله وصحبه، أما بعد.. فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظاً لي، وإن تدعيه يكن حجة عليك، أحب كذا وأكره كذا، وما رأيت من حسنة فبثيه، وما رأيت من سيئة فاستريها، فقالت: كيف محبتك لزيارة الأهل؟

قلت: ما أحب أن يملني أصهاري، قالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك آذن له، ومن تكره أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء، قال: فبت معها بأنعم ليلة ومكثت معي حولاً لا أرى منها إلا ما أحب، فلما كان رأس الحول، جئت من مجلس القضاء، وإذا أنا بعجوز تأمر وتنهى، فقلت: من هذه؟، قالوا: أم فلانة حليلتك، قلت: مرحباً وأهلاً وسهلاً، فلما جلست أقبلت العجوز، فقالت: السلام عليك يا أبا أمية، فقلت: وعليك السلام ومرحباً بك وأهلا، قالت: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة وأوفق قرينة، لقد أدّبت فأحسنت الأدب، وريضت فأحسنت الرياضة، فجزاك الله خيراً، فقالت: يا أبا أمية، إن المرأة لا يرى منها أسوأ حالاً منها في حالتين: إذا ولدت غلاماً، أو حظيت عند زوجها، فإن رابك مريب فعليك بالسوط، فوالله ما حاز الرجال في بيوتهم أشر من الروعاء المدللة.

 قالت: كيف تحب أن يزورك أصهارك؟ قلت: ما شاءوا، فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية، فمكثت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئاً إلا مرة واحدة وكنت لها ظالما. ([7])

       لقد أوصى الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه زوجته فقال لها: "إذا رأيتني غضبت فرضني، وإن رأيتك غضبى رضيتك، وإلا لم نصطحب"

نعم... إنها الصحبة الطيبة التي تعرف أن لها حقاً، وللآخرين حقوقاً.... فتعطي قبل أن تأخذ،

خُذي العَفوَ مِنّي تَستَديمي مَوَدَّتي         وَلا تَنطُقي في سَورَتي حينَ أَغضَبُ

ولا تنقريني نقرك الدف مرة                     فإنك لا تدرين كيف المغيب 

ولا تكثري الشكوى فتذهب بالقوى     ويأباك قلبي والقلوب تقلب 

فَإِنّي وَجَدتُ الحُبَّ في الصَدرِ وَالأَذى    إِذا اِجتَمَعا لَم يَلبث الحُبُّ يَذهَبُ

       كثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فالشيطان يقرب من أبنائه الذين يفسدون في بين الأزواج فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ " قَالَ الْأَعْمَشُ: أُرَاهُ قَالَ: «فَيَلْتَزِمُهُ» ([8])

       العلم أنه لا يوجد مخلوق كامل الأوصاف الحسنة: ولذلك قد تجد خُلُقًا حسنًا وآخر سيئًا، وهذه طبيعة خلق الله، فاحمد الله على ما رزقك، وكن على يقين أنك إن رأيت خلقًا سيئًا فستجد أخلاقًا حسنة كثيرة، كما قال تَعَالَى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» أَوْ قَالَ: «غَيْرَهُ» ([9])

 (لا يفرك مؤمن مؤمنة) قال أهل اللغة فركه يفركه إذا أبغضه والفرك البغض.

       أمر الله بالمعاشرة بالمعروف: قال تعالى: ] وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[

وكنْ لزوجِكَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم: " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي" ([10].

والتعامل برفق كما وصانا نبينا صلى الله عليه وسلم: عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» ([11])

       معالجة المشاكل بلطف: عن النعمان بن بشير قال: جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأذن له، فدخل، فقال: يا ابنة أم رومان -وتناولها -أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: فحال النبي بينه وبينها. قال: فلما خرج أبو بكر جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها -يترضاها -: فذكر الحديث. قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه، فوجده يضاحكها، فأذن له، فدخل، فقال له أبو بكر: يا رسول الله! أشركاني في سلمكما، كما أشركتماني في حربكما. ([12])

       تذكر الحسنات ونسيان السيئات: قال تعالى: ﴿ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 237].

إن الوفاء على الكرام فريضة     واللؤم مقرون بذي النسيان 

وترى الكريم لمن يعاشر حافظا    وترى اللئيم مضيع الإخوان 

ولابد من نسيان السيئات وقبول العذر

إذا اعتذر الحبيبُ إليك يوماً      فجاوز عن مساويه الكثيره 

فإنَّ الشافعي روى حديثاً         بإسناد صحيحٍ عن مغيره 

عن المختارِ: أنَّ اللهَ يمحو         يعذرٍ واحدٍ ألفي كبيره 

       الاعتراف بالمحاسن وعدم تجاهلها: كما تفعل الكثير من النساء فعند حدوث مشكلة تقول ما قدم لي خيرا قط كما بين النبي عليه الصلاة هذا بأنه كفران للعشير وجعله سبب لدخول النار، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ]يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الِاسْتِغْفَارَ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرُ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ[ ([13])

       العلم بأن طاعة الزوج سبب لدخول الجنة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خُمُسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَصَّنَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ» ([14])

وعن الحصين بن محصن أنَّ عمَّةً له أتت النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حاجةٍ ففرغت من حاجتها فقال لها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أذات زوج أنت؟)) قالت: نعم، قال: ((كيف أنت له؟)) قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، قال: ((فانظُري أين أنت منه، فإنما هو جنَّتك ونارُك)) ([15]).

       جعل الله للمشكلات علاج نتبعه: قال تعالى: ] وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [.(النساء: ) .

وَحَاوِلِ الصُّلْحَ بِحَكَمٍ مِنْ أَهْلِهَا وَحَكَمٍ مِنْ أَهْلِكَ. ] وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا [. (النساء).

فتبدأ بالموعظة الحسنة، ثم الهجر في المبيت والمضجع، وليس له أنْ يهجرها في كلامٍ ولا شيء إلا بالحق.

ثم الضرب الخفيف غير المبرح، فليس ضربَ تَشَفٍّ أو حقدٍ أو تصفية حسابات، بل هو ضربٌ لطيفٌ يُشعِرُ بشيءٍ من القسوة والجديَّة في الموضوع، وليس المقصود منه الإيلام.

ثم التحكيم بغية الإصلاح بصدق حتى يوفقهم الله، والصلح بين الزوجين مُرغَّب فيه شرعًا، فلأحدهما أنْ يقدم مالاً أو يتنازل عن بعض حقوقه في سبيل المحافظة على رباط الزوجية، وفي ذلك يقول سبحانه: ﴿ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128]، ويقول: ﴿ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 129]، فهذه خطوات لابد من اتباعها أولاً قبل التفكير في الطلاق.

       الترهيب من طلب الطلاق بدون سبب واضح: فعَنْ ثَوْبَانَ رضي اللهُ عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاَقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ " ([16])

فيا مَن تريدينَ الطلاقَ، استشعرِي ما هو حالُكِ بعدَ أنْ تفقدِي نعمةَ الزوجِ، سيئولُ أمرك للعنوسةِ والوحدةِ والانطواءِ، وحملِ لقبٍ منبوذٍ في المجتمعِ (مطلقة)، وقد لا يقدرُ اللهُ لكِ زواجًا آخرَ، واصبرِي على علّاتِ زوجِكِ، واحتسبِي الأجرَ على ذلك.

       وقد جعلَ الطلاقَ في أضيقِ الحدودِ، وفي حالةِ استحالةِ العشرةِ بينَ الزوجينِ، وبمَا لا تستقيمُ معه الحياةُ الزوجيةُ، وصعوبةُ العلاجِ إِلّا بهِ وحتى يكونَ مخرجًا مِن الضيقِ وفرجًا مِن الشدةِ في زوجيةِ لم تحققْ ما أرادَهُ اللهُ - سبحانَهُ وتعالى- لها مِن مقاصدِ الزواجِ التي تقومُ على المودةِ والسكنِ النفسِي والتعاونِ في الحياةِ.

       الطلاق آخر الحلول: يقول فضيلة الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق ـ رحمه الله: في هذه الأيام كثر الكلام حول الطلاق، وشغل الناس بمقترحات لعلاج هذه الظاهرة كادت تمسُّ أصل مشروعية الطلاق، وفي الواقع أن الشريعة الإسلامية حينما أباحت الطلاق نظرتْ إليه كآخر دواءٍ، وذلك بعد أن اتَّخذت من الوسائل الإيجابية ما يقِي الحياة الزوجية شرَّ التدهور والانحلال، وحسُبنا في هذه الظاهرة أن نتفهَّم هذه الوسائل، وأن نأخذ أنفسنا بها، ونُربِّى أبناءنا عليها.

       جَعَلَتْ الشَّرِيعَةُ الإِسْلَامِيَّةُ الطَّلَاقَ مُتَدَرِّجًا مِنْ ثَلَاثِ طَلْقَاتٍ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾ فَالطَّلَاقُ غَيْرُ مُحَبَّبٍ فِي الإِسْلَامِ فِي أَصْلِهِ، لِذَا وَضَعَ الإِسْلَامُ الحُلُولَ الأُولَى قَبْلَ تَقَطُّعِ الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ.

       شَرَعَ الإِسْلَامُ الرَّجْعَةَ بَعْدَ الطَّلَاقِ الأَوَّلِ وَالطَّلَاقِ الثَّانِي؛ لَعَلَّ الحَالَ يَسْتَقِيمُ بَعْدَ الطَّلَاقِ.

       ونَّهْى الإِسْلَامُ عَنْ طَلَاقِ المَرْأَةِ وَهِيَ حَائِضٌ أَوْ فِي طُهْرِ جَامَعَهَا فِيهِ؛ لِيُضَيِّقَ مِنْ زَمَنِ الطَّلَاقِ، وَأَلَّا يَجْعَلَ لِلشَّهْوَةِ دَورًا فِي الطَّلَاقِ. كُلُّ ذَلِكَ حِرْصٌ مِنْ الإِسْلَامِ عَلَى تَقْلِيلِهِ وَالْحَدِّ مِنْهُ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ طَلَاقَاً مُوَافِقَاً السنَّة.

       ضَيَّقَ الإِسْلَامُ مِنَ الطَّلَاقِ فَلَمْ يُوقِعْ طَلَاقَ الْمُكْرَهِ، وَلَا طَلَاقَ الغَضْبَانِ غضبًا شديدًا لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ) (رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ).

       جَعَلَ الطَّلَاقَ فِي يَدِ الرَّجُلِ؛ لِأَنَّهُ أَقْدَرُ مِنْ المَرْأَةِ علَى ضَبْطِ الأُمُورِ، وَأَكْثَرُ تُؤَدَةٍ. كلُّ هذا مِنْ أَجْلِ الحَدِّ مِنَ كَثْرَةِ الطَّلَاقِ وَالتَّسَرُّعِ فِيهِ، وَلَكِنْ مَعَ الأَسَفِ الشَّدِيدِ نَجِدُ التَّسَرُّعَ فِي اِتّخَاذِ قَرَارِ الطَّلَاقِ خَاصَّةً مِنَ الشَّبَابِ حَدِيثِي الزَّوَاجِ مَلْحُوظًا، فَهُمْ لَمْ يَتَعَوَّدُوا عَلَى أَجْوَاءِ الزَّوْجِيَّةِ، وَمَا فِيهَا مِنْ قُيُودٍ وَتَحَمُّلٍ لِلمَسْؤُولِيَّةِ، بَعْدَ تَرْكِهِمْ لِحَيَاةِ الْعُزُوبِيَّةِ الَّتي فِيهَا التَّفَلُّتُ مِنَ المَسْؤُولِيَّةِ، فَيُرِيدُونَ الجَمْعَ بَيْنَ مَزَايَا الزَّوَاجِ وَمَزَايَا العزوبِيَّةِ، وَهَذَا مِنْ الصُّعُوبَةِ بمَكَانٍ، لِذَا يُضَحِّي بَعْضُ الشَّبَابِ بِزَوَاجِهِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَعُودَ إِلَى أَجْوَاءِ العزوبِيَّةَ وَعَدَمِ تَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّةِ فكثرَ الطلاق، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.

ثالثًا: أضرار الطلاق

       كثرَ الطلاقُ حينمَا فقدنَا زوجًا يرعَى الذمَمَ، حينمَا فقدنَا الأخلاقَ والشيمَ، زوجٌ ينالُ من زوجتهِ اليوم، فيأخذُهَا من بيتِ أبِيهَا عزيزةً كريمةً ضاحكةً مسرورةً، ويردُّهَا بعدَ أيامٍ قليلةٍ حزينةً باكيةً مطلقةً ذليلة!ً

       كثرَ الطلاقُ حينمَا استخفَّ الأزواجُ بالحقوقِ والواجباتِ، وضيَّعُوا الأماناتِ والمسؤولياتِ. كثرَ الطلاقُ حينمَا فقدنَا زوجًا يَغفرُ الزلَّةَ، ويسترُ العورةَ، حينمَا فقدنَا زوجًا يخافُ اللهَ، ويتَّقي اللهَ، ويرعى حدودَ اللهِ، ويحفظُ العهودَ والأيامَ التي خلَتْ، والذكرياتِ الجميلةَ التي مضت.

        كثرَ الطلاقُ حينمَا فقدنَا الصالحاتِ القانتاتِ الحافِظاتِ للغيب بما حَفِظَ اللهُ، حينما أصبحت المرأةُ طليقةَ اللسانِ، طليقةَ العنانِ، تخرجُ متى شاءتْ، وتدخلُ متى أرادتْ، مضيعةً لحقوقِ الأزواجِ والبناتِ، يا لها مِن مصيبةٍ عظيمةٍ.

       ومن أضرار الطلاق

       هدم البيوت وتفرق الأُسر وقطع الأرحام.

       اِنْحِرَافُ الأَطْفَالِ الَّذِينَ يَهْرُبُونَ مِنْ المَشَاكِلِ الَّتِي نَتَجَتْ عَنِ الطَّلَاقِ إِلَى المُخَدِّرَاتِ وَالاِنْحِرَافَاتِ الأَخْلَاقِيَّةِ. قد يصابُ المطلقُ بالاكتئابِ والانعزالِ واليأسِ والإحباطِ، وتسيطرُ على تفكيرِهِ أوهامٌ كثيرةٌ وأفكارٌ سوداويةٌ وتهويلُ الأمورِ وتشابُكهَا، وهذا الأمرُ يخلقُ عنده الشكَّ والريبةَ مِن كلِّ شيءٍ يقتربُ منه أو يرنُو نحوَهُ فيفقدُ أفكارَهُ والاتزانَ بأحكامِهِ والاستقرارَ والتوازنَ.

ويكونُ الطلاقُ وسيلةً للكراهيةِ والخصامِ بينَ أفرادِ المجتمعِ خصوصًا مِن أقارب طرفَيِ النزاعِ إذا وصلَ ذلك إلى ساحاتِ المحاكمِ، وفي تشردِ الأولادِ وعدمِ الرعايةِ مِن قِبَلِ الأبوين تَكثُرُ جرائمُ الأحداثِ، ويتزعزعُ الأمنُ والاستقرارُ في المجتمعِ، ويزدادُ معدلُ انحرافِ الأحداثِ والتخلفِ الدراسيِّ وزيادةُ الأمراضِ النفسيةِ بينَ الأطفالِ والكبارِ.

       ضياع الأبناء وتشتتهم بين الأب وإلام مما يجعل حياتهم غير مستقرة وبالتالي عدم الاستقرار يعني عدم النجاح.

       يشعر الرجل مع حدوث الطلاق بنوع من الصدمة والتذبذب في القرارات خاصة إذا كان لديه ابناء، وذلك لأنه ان ظل الابناء مع الاب بعد الطلاق وزواجه من اخرى قد تحدث مشكلات كبيرة بين الابناء وزوجة الاب لأنها تكون دخيلة على الابناء ولا تستطيع فهمهم، فالطلاق له كثير من الاثار السلبية سواء العقلية او العاطفية او الاجتماعية على الرجل ومنها:

       الاكتئاب والانعزال واليأس والاحباط وتخلق عنده نوع من الشك وانعدام الثقة في الاخرين وفقدان التوازن الاجتماعي نتيجة فقدان الاستقرار الاسرى، كما يشعر بأنه رجل غير مرغوب فيه بل ومشكوك فيه ويثبت هذا الامر عندما يقرر بأن يتزوج بأخرى.

       النظرة السيئة التي يفرضها المجتمع على المرأة المطلقة بأنه تصبح امرأة مشكوك في سلوكها واخلاقها فمجتمعاتنا الشرقية توصم المرأة المطلقة وكأنها عار، بالإضافة ال العبء المالي لها لأنها لا تجد مصدر دخل إذا كانت غير عاملة، ما إذا كانت عاملة فلا تتركها السن او اعين من حولها فالمرأة بعد الطلاق هي المتضرر الاكبر.

 انعدام الثقة والخلل السلوكي وانعدام الهوية والشعور بالكراهية تجاه الاخرين، والسلوك العدواني للأبناء.

       زرع الكراهية والنزاع والمشاجرة بين أفراد المجتمع خصوصاً إذا خرج الطلاق عن حدود الأدب الإسلامي المحدد له كما ينتج عنه خصام وتقاضي واقتتال مما يسبب مشاحنات وعدم استقرار في المجتمع

       الأحداث الناتجة عن الطلاق تؤثر في شخصية الرجل، وما ينتابه من هموم وأفكار وأعباء مالية قد تجره إلى تصرفات تضر بمصلحة المجتمع وعدم أداء عمله على أكل وجه وقد يتسبب الطلاق في انسياق الرجل وراء الجرائم كالسرقة والاحتيال وغير ذلك وهذه الهموم والآلام قد تنتاب المرأة أيضاً مما يجعلها تفكر بأية طريق للحصول على وسيلة للعيش وقد تسلك طرقاً منحرفة وغير سوية في ذلك مما يؤثر سلباً على المجتمع.

       يؤدى الطلاق الى تشرد الأولاد وعدم رعايتهم والاهتمام بهم نتيجة غياب الأب وتفكك الأسرة وعدم اهتمام الأم يجعلهم يتجهون إلى سلوك غير سوي فتكثر جرائم الأحداث ويتزعزع الأمن في المجتمع، ويزداد معدل انحراف الأحداث والتخلف الدراسي وزيادة الأمراض النفسية بين الأطفال والكبار أيضاً مما يؤثر سلبا على المجتمع.

لذا يجب التفكير والتريث قبل القيام بخطوة الطلاق لان الطلاق تتشابك فيه الكثير من المشكلات قد تكون في غنى عنها بإصلاحك لأسرتك وحل المشكلات بهدوء وعقلانية بدلا من الاندفاع في أمر الطلاق وهدم الاسرة والمجتمع معا.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

جمع وترتيب: الشيخ أحمد أبو عيد



[1])صحيح مسلم

[2])) سنن الترمذي (حسن)

[3])سنن أبي داود

[4])صحيح البخاري

[5])صحيح البخاري

[6])) متفق عليه

[7])أحكام النساء لابن الجوزي ﺹ( 135-134).

[8])صحيح مسلم

[9])صحيح مسلم

[10])سنن الترمذي (حسن)

[11])صحيح مسلم

[12])) السلسلة الصحيحة

[13])متفق عليه

[14])صحيح ابن حبان

[15])سنن أبي داوود (صحيح)

[16])سنن أبي داوود (صحيح)

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
الأرشادات الأسلامية في الخطب المنبرية

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق