الصلاة نور للشيخ أحمد أبو عيد
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أراد فقدر، وملك فقهر، وخلق فأمر وعبد فأثاب، وشكر، وعصي فعذب وغفر، جعل مصير الذين كفرو إلى سقر، والذين اتقو ربهم إلي جنات ونهر، ليجزي الذين كفرو بما عملوا، والذين امنوا بالحسنى.
وأشهد إلا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير
يا رب
رضاك خير إلي من الدنيا وما فيها | ** | يا مالك النفس قاصيها ودانيها |
فنظرة منك يا سـؤلي ويـا أملى | ** | خير إلى من الدنيـا وما فيها
|
فليـس للنـفس آمال تحققـها | ** | سوى رضاك فذا أقصى أمانيها |
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين .
يا سيدي يا رسول الله:
أنت الذي تستوجب التفضيلا | ** | فصلوا عليه بكرة وأصيـلا |
ملئت نبوته الوجود فأظهرا | ** | بحسامه الدين الحديد فأسفرا
|
من لم يصل عليه كان بخيلا | ** | فصـلوا عليه وسلموا تسليما |
وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعه بإحسان إلى يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين.
العناصر
أولا: الأمر بأدائها في القرآن الكريم ثانيا: الترغيب في أدائها في السنة النبوية
ثالثا: وصية الله لرسله بالصلاة رابعا: فضل صلاة الجماعة
خامسا: حال السلف مع صلاة الجماعة سادسا: فوائد صلاة الجماعة
سابعا: الترهيب من تأخير الصلاة عن وقتها
الموضوع
أولا: الأمر بأدائها في القرآن الكريم: ـ
قال تعالي:
"اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) (العنكبوت 45)
"وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴿ البقرة 43﴾
"وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿ البقرة 45﴾
"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴿ البقرة 83﴾
"وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴿البقرة 110﴾
"وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴿ البقرة 125﴾
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴿ البقرة 153﴾
"حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ ﴿ البقرة 238﴾
"فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴿ النساء 103﴾
"يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ﴿ النساء 162﴾
"لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي ﴿ المائدة 12﴾
"الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿ المائدة 55﴾
"وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿ الأنعام 72﴾
"واللذين َهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿ الأنعام 92 ﴾
"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿ الأنعام 162﴾
"وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ﴿ الأعراف 170﴾
"وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿ يونس 87﴾
"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ﴿ هود 114 ﴾
"قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴿ إبراهيم 31﴾
"رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ﴿ إبراهيم 40﴾
"أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ﴿ الإسراء 78﴾
"وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴿ طه 132﴾
"وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ ﴿ الأنبياء 73﴾
"الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ﴿ الحج 41﴾
"فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ﴿ الحج 78﴾
"الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴿ المؤمنون 2﴾
"وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿ المؤمنون 9﴾
"رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ﴿37 النور ﴾
"وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴿ النور 56﴾
"مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿ الروم 31﴾
"ا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴿ لقمان 17﴾
"وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴿ الأحزاب 33﴾
"فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴿ المجادلة 13﴾
"فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴿ الكوثر 2﴾
ثانيا: الترغيب في أدائها في السنة النبوية
نور للعبد يوم القيامة: وعن أبي مالك الأشعري t قال: قال رسول الله r الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها " ([1])
أفضل الأعمال بعد الشهادتين: أفضل الأعمال بعد الشهادتين؛ لحديث عبد اللَّه بن مسعود - -tقال: سألت رسول اللَّه -r -: أي العمل أفضل؟ قال: "الصلاة لوقتها" قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: "برّ الوالدين" قال: قلت: ثم أيّ؟ قال: "الجهاد في سبيل اللَّه" ([2])
تغسل الخطايا: لحديث جابر -t -قال: قال رسول اللَّه -r -: "مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ غمرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات"([3])
تكفّر السيئات: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -r -قَالَ «الصَّلاَةُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ». ([4])
نور لصاحبها في الدنيا والآخرة: عن بريدة -t -عن النبي -r -أنه قال: "بشر المشاءين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"([5])
يرفع اللَّه بها الدرجات، ويحط الخطايا: عن أَبِى طَلْحَةَ الْيَعْمَرِىُّ قَالَ لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -r -فَقُلْتُ أَخْبِرْنِى بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ يُدْخِلُنِى اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ. أَوْ قَالَ قُلْتُ بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ. فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَسَكَتَ ثُمَّ سَأَلْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ -r -فَقَالَ «عَلَيْكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلاَّ رَفَعَكَ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً». قَالَ مَعْدَانُ ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ لِى مِثْلَ مَا قَالَ لِى ثَوْبَانُ"([6])
دخول الجنة برفقة النبي -r : عن رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الأَسْلَمِىُّ قَالَ كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -r -فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِى «سَلْ». فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِى الْجَنَّةِ. قَالَ «أَوَغَيْرَ ذَلِكَ». قُلْتُ هُوَ ذَاكَ. قَالَ «فَأَعِنِّى عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» ([7])
المشي إليها تكتب به الحسنات وترفع الدرجات وتحط الخطايا: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ -r-«مَنْ تَطَهَّرَ فِى بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ لِيَقْضِىَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً» ([8])
تُعدُّ الضيافة في الجنة بها كلما غدا إليها المسلم أو راح: لحديث أبي هريرة -t -عن النبي -r -: "من غدا إلى المسجد أو راح، أعد اللَّه له في الجنة نُزُلاً كُلَّما غدا أو راح "([9])، والنزل ما يهيأ للضيف عند قدومه
يغفر اللَّه بها الذنوب فيما بينها وبين الصلاة التي تليها: لحديث عثمان t -قال: سمعت رسول اللَّه -r -يقول: "لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء، فيصلي صلاة إلا غفر اللَّه له ما بينه وبين الصلاة التي تليها" ([10])
تكفر ما قبلها من الذنوب: لحديث عثمان -t -قال: سمعت رسول اللَّه -r -يقول: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوؤها، وخشوعها، وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يأتِ كبيرة، وذلك الدهر كلّه"([11])
تُصلّي الملائكة على صاحبها ما دام في مُصلاّه، وهو في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه: عن أبي هريرة -t -قال: قال رسول اللَّه -r -: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعًا وعشرين درجةً. وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة، لا يريد إلا الصلاة، فلم يخطُ خطْوَة إلا رُفِعَ له بها درجةً، وحُطَّ عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه، والملائكة يُصلُّون على أحدكم مادام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللَّهم ارحمه، اللَّهم اغفر له، اللَّهم تب عليه، ما لم يؤذِ فيه، ما لم يحدث فيه"([12])
انتظارها رباط في سبيل اللَّه: لحديث أبي هريرة -t -أن رسول اللَّه r -قال: "ألا أدلكم على ما يمحو اللَّه به الخطايا ويرفع به الدرجات))؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط"([13])
أجر من خرج إليها كأجر الحاج المحرم: عن أبي أمامة -t -أن رسول اللَّه -r -قال: "من خرج من بيته متطهرًا إلى صلاة مكتوبة، فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه، فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتابٌ في عليين" ([14])
من سُبِق بها وهو من أهلها فله مثل أجر من حضرها: عن أبي هريرة -t -قال: قال النبي -r -: "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه اللَّه – عز وجل -مثل أجر من صلاها وحضرها، لا ينقص ذلك من أجرهم شيئًا" ([15])
إذا تطهر وخرج إليها فهو في صلاة حتى يرجع: ويكتب له ذهابه ورجوعه؛ لحديث أبي هريرة -t -قال: قال رسول اللَّه -r -: "إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد، كان في صلاة حتى يرجع، فلا يقل: هكذا" وشبك بين أصابعه" ([16])
إنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة: عن أبى هريرة (t) عن النبي (r ) أنه قال: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فان صلحت فقد أفلح وأنجح وان فسدت فقد خاب وخسر وان انتقص من فريضة قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك"([17])
ثالثا: وصية الله لرسله بالصلاة
وصى الله سيدنا عيسى u بالصلاة وهو في المهد فقال تعالى: " أوصاني بالصلاة".
لما نهى سيدنا شعيب قومه عن الشرك والفساد الاقتصادي: " قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ. .…… إنها ﺍﻟﺼﻼﺓ
يترك سيدنا إبراهيم u قومه في صحراء قاحلة ثم يقول " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" إبراهيم ....... انها الصلاة
يأتي سيدنا موسى u لموعد لا تتخيل القلوب عظمته ثم يتلقى أعظم أمرين: قال تعالى "إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي " طه ......... انها الصلاة
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآَ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" يونس............. انها الصلاة
بشرى الولد لزكريا u بعد أ بلغ من الكبر عتيا: قال تعالى" فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ" آل عمران ................. انها الصلاة.
شغل الكفار رسول الله r عن الصلاة فدعا عليهم دعاءً مرعبا: فعَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبِيدَةَ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الأَحْزَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -r - «مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا كَمَا حَبَسُونَا وَشَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ» ([18]) ......إنها الصلاة.
ما قرنت عبادات في القرآن بعبادات متنوعة كالصلاة: فقد قرنت بالزكاة والصبر والنسك والجهاد وغير ذلك .........انها الصلاة
رابعا: فضل صلاة الجماعة
أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجه: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ "صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً "([19])
البراءة من النار والنفاق: عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق"([20])
الموت علي الإسلام ودليل علي كمال إسلام العبد: عن ابن مسعود t قال من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله تعالى شرع لنبيكم r سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف"، وفي رواية لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض إن كان الرجل ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله r علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه"([21])
أمر بالمحافظة على أداء الصلاة في وقتها: قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)
وقال تعالى: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ)
أنّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر في جماعة: عن أبي هريرة-t- قال: قال رسول اللّه r : «إنّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ولقد هممت أن آمر بالصّلاة فتقام، ثمّ آمر رجلا فيصلّي بالنّاس، ثمّ أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصّلاة فأحرّق عليهم بيوتهم بالنّار» ([22])
تعدل قيام الليل: عن عثمان t قال: قال رسول الله r : " من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله "([23])
الترغيب بحضور الجماعة ولو حبوا: عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا " ([24])
خامسا: حال السلف مع صلاة الجماعة
قال سعيد بن المسيب: ما أذن مؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد
قال ابن عباس t: من سمع المنادي فلم يجب لم يرد خيرا لم يرد به خير
قال أبو هريرة t: لأن تملأ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء ثم لا يجيب
روي أن ميمون بن مهران أتى المسجد فقيل له: إن الناس قد انصرفوا فقال إنا لله وإنا إليه راجعون لفضل هذه الصلاة أحب إلى من ولاية العراق
روي أن السلف كانوا يعزون أنفسهم ثلاثة أيام إذا فاتتهم التكبيرة الأولى ويعزون سبعا إذا فاتتهم الجماعة
قال ابن عمر t: خرج عمر يوماً إلى حائط له فرجع وقد صلى الناس العصر فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون فاتتني صلاة العصر في الجماعة أشهدكم أن حائطي على المساكين صدقة ليكون كفارة لما صنع عمر t والحائط البستان فيه النخل
وقال محمد بن واسع: ما أشتهي من الدنيا إلا ثلاثة أخا إنه إن تعوجت قومني وقوتا من الرزق عفواً من غير تبعة وصلاة في جماعة يرفع عني سهوها ويكتب لي فضلها
س-قال حاتم الأصم: فاتتني الصلاة في الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشر آلاف لأن مصيبة الدين أهون عند الناس من مصيبة الدنيا
كان بعض السلف يقول: ما فاتت أحدا صلاة الجماعة إلا بذنب أصابه
كان الربيع بن خيثم قد سقط شقه في الفالج فكان يخرج إلى الصلاة يتوكأ على رجلين فيقال له: يا أبا محمد قد رخص لك أن تصلي في بيتك أنت معذور فيقول: هو كما تقولون ولكن أسمع المؤذن يقول: حي على الصلاة حي على الفلاح فمن استطاع أن يجيبه ولو زحفا أو حبوا فليفعل
سادسا: فوائد صلاة الجماعة:
صلاة الجماعة فيها فوائد كثيرة، ومصالح عظيمة، ومنافع متعددة شرعت من أجلها، وهذا يدل على أن الحكمة تقتضي أن صلاة الجماعة فرض عين، ومن هذه الفوائد والحكم التي شرعت من
أجلها ما يأتي:
شرع الله -عز وجل-لهذه الأمة الاجتماع في أوقات معلومة، منها ما هو في اليوم والليلة كالصلوات الخمس، ومنها ما هو في الأسبوع وهو صلاة الجمعة، ومنها ما هو في السنة متكرراً وهو صلاة العيدين لجماعة كل بلد، ومنها ما هو عامٌّ في السنة وهو الوقوف بعرفة؛ لأجل التواصل وهو الإحسان، والعطف، والرعاية؛ ولأجل نظافة القلوب، والدعوة إلى الله -عز وجل-بالقول والعمل.
التعبد لله تعالى بهذا الاجتماع؛ طلباً للثواب وخوفاً من عقاب الله ورغبة فيما عنده.
التواد والتحاب لأجل معرفة أحوال بعضهم لبعض، فيقومون بعيادة المرضى، وتشييع الموتى، وإغاثة الملهوفين، وإعانة المحتاجين؛ ولأن ملاقاة الناس بعضهم لبعض توجب المحبة، والألفة.
التعارف لأن الناس إذا صلى بعضهم مع بعض حصل التعارف، وقد يحصل من التعارف معرفة بعض الأقرباء فتحصل صلته بقدر قرابته، وقد يعرف الغريب عن بلده فيقوم الناس بحقه.
إظهار شعيرة من أعظم شعائر الإسلام؛ لأن الناس لو صلوا كلهم في بيوتهم ما عرف أن هنالك صلاة.
إظهار عز المسلمين، وذلك إذا دخلوا المساجد ثم خرجوا جميعاً، وهذا فيه إغاظة لأهل النفاق والكافرين، وفيه البعد عن التشبه بهم والبعد عن سبيلهم.
تعليم الجاهل؛ لأن كثيراً من الناس يستفيد مما شرع في الصلاة بواسطة صلاة الجماعة، ويسمع القراءة في الجهرية فيستفيد ويتعلم، ويسمع أذكار أدبار الصلوات فيحفظها، ويقتدي بالإمام ومن بجانبه وأمامه فيتعلم أحكام صلاته، ويتعلم الجاهل من العالم.
تشجيع المتخلف عن الجماعة، والقيام بإرشاده وتوجيهه، والتواصي بالحق والصبر عليه.
تعويد الأمة الإسلامية على الاجتماع وعدم التفرق؛ فإن الأمة مجتمعة على طاعة ولي الأمر، وهذه الصلاة في الجماعة ولاية صغرى؛ لأنهم يقتدون بإمام واحد يتابعونه تماماً، فهي تشكل النظرة العامة للإسلام.
تعويد الإنسان ضبط النفس لأنه إذا اعتاد على متابعة الإمام متابعة دقيقة، لا يكبر قبله، ولا يتقدم ولا يتأخر كثيراً، ولا يوافق بل يتابعه تعود على ضبط النفس.
استشعار المسلم وقوفه في صف الجهاد كما قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ" "سورة الصف، الآية: 4". فهؤلاء الذين صاروا صفّاً في الجهاد لا شك أنهم إذا تعودوا ذلك في الصلوات الخمس سوف يكون ذلك وسيلة إلى ائتمامهم بقائدهم في صف الجهاد، فلا يتقدمون ولا يتأخرون عن أوامره.
شعور المسلمين بالمساواة، وتحطيم الفوارق الاجتماعية؛ لأنهم يجتمعون في المسجد: أغنى الناس بجنب أفقر الناس، والأمير إلى جنب المأمور، والحاكم إلى جنب المحكوم، والصغير إلى جنب الكبير، وهكذا، فيشعر الناس بأنهم سواء، فتحصل بذلك الألفة؛ ولهذا أمر النبي r بمساواة الصفوف حتى قال: "ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم".
تفقد أحوال الفقراء، والمرضى، والمتهاونين بالصلاة؛ فإن الناس إذا رأوا الإنسان يلبس ثياباً بالية وتبدو عليه علامات الجوع رحموه، وأحسنوا إليه، وإذا تخلف بعضهم عن الجماعة عرفوا أنه كان مريضاً، أو عاصياً فينصحوه فيحصل التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
استشعار آخر هذه الأمة بما كان عليه أولها؛ لأن الصحابة كانوا يقتدون بالرسول r فيستشعر الإمام أنه في مقام الرسول r ويستشعر المأموم أنه في مقام الصحابة -y-وهذا يعطي الأمة الحرص على الاقتداء بالنبي r وأصحابه.
اجتماع المسلمين في المسجد راغبين فيما عند الله من أسباب نزول البركات.
يزيد نشاط المسلم فيزيد عمله عندما يشاهد أهل النشاط في العبادة، وهذا فيه فائدة عظيمة.
تضاعف الحسنات ويعظم الثواب.
الدعوة إلى الله -عز وجل-بالقول والعمل، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة
اجتماع المسلمين في أوقات معينة يربيهم على المحافظة على الأوقات
سابعًا: الترهيب من تأخير الصلاة عن وقتها
العذاب في الآخرة: قال الله تعالى: " فخلف من بعدهم خلف ضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً "مريم
وقال تعالي: ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين،" المدثر
وقال تعالي "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴿ الماعون ﴾
وحديثُ رؤيا النبي rالطويلُ، وجاء فيه: ((أتاني الليلةَ آتيانِ، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقتُ معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل به في المرة الأولى، ثم قالا له: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن، فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة) ([25])
الخروج من الإسلام: عن جابر بن عبد الله t قال: قال رسول الله r:" بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة " [26] ، وعن بريدة قال: قال رسول الله r: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " ([27]).
وعن ابن عباس t قال من سمع حي على الفلاح فلم يجب فقد ترك سنة محمد رسول الله r" ([28])
لا يوجد عذر لترك الصلاة: عن ابن عباس t أن النبي r قال "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر " ([29])
استحواذ الشيطان عليهم: عن أبي الدرداء t قال سمعت رسول الله r يقول ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية " ([30])
وعَنْ أَبِى الأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ -r- سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِى بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّى هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِى بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِى الصَّفِّ"([31])
رغبة النبي r في حرق بيوت المتخلفين عن الصلاة: عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا لي حزما من حطب ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم " فقيل ليزيد هو ابن الأصم -الجمعة عنى أو غيرها قال صمت أذناي إن لم أكن سمعت أبا هريرة يأثره عن رسول الله r ما ذكر جمعة ولا غيرها " ([32])
إحباط العمل: عن بريدة t قال: قال النبي r: من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله " ([33])
وعن ابن عمر t عن النبي r قال الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " ([34])
ضياع عري الإسلام: عن أبي أمامة t قال: قال رسول الله r:" لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة " ([35])
عدم قبول الصلاة: وعن أبي هريرة t عن النبي r قال إن الرجل ليصلي ستين سنة وما تقبل له صلاة لعله يتم الركوع ولا يتم السجود ويتم السجود ولا يتم الركوع" ([36])
وعن أبي عبد الله الأشعري t أن رسول الله r رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال رسول الله r: لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد r، ثم قال رسول الله r: مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا" ([37])
وعن أبي هريرة t: "أن النبيَّ r دخل المسجد، فدخل رجلٌ فصلَّى، ثم جاء فسلم على الرسول r، فرد النبي r فقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصلِّ». فصلَّى، ثم جاء فسلم على النبي r، فقال: «ارجع فصل، فإنك لم تصل» "ثلاثًا"، فقال: والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره، فعلمني، قال: «إذا قمتَ إلى الصلاة فكبِّر واقرأ ما تيسَّر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئنَ راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدلَ قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئنَ ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئنَ جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئنَ ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ([38])
ويقول الإمام الغزالي رحمه الله: "إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرَّب بها إلى الله سبحانه وتعالى، وواله لو وُزِّع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا"، سُئِلَ كيف ذلك؟ فقال: "يسجد برأسه بين يدي مولاه، وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا. فأي سجدة هذه؟".
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله: "فالإقبال على الصلاة والخشوع فيها من أهم المهمات وهو روحها، فينبغي العناية بالخشوع والطمأنينة في الصلاة، في سجوده، في ركوعه، وبين السجدتين، بعد الركوع يعتدل، يخشع ويطمئن ولا يعجل، سواء كان رجل أو امرأة جميعًا، وأكثر ما يكون في النساء. وإذا أخل بالخشوع على وجهٍ يكون معه النقر في الصلاة وعدم الطمأنينة تَبطل الصلاة، ويُكره له العبث بثيابه أو لحيته أو غير ذلك، وإذا كثر وتوالى حرم وأبطل الصلاة. فإذا اعتقد المُصلِّي أن عبثه كثير وقد توالى فعليه أن يُعيد الصلاة إن كانت فريضة".
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
إعداد: الشيخ احمد أبو عيد
0109 809 58 54
نسألكم الدعاء
تعليقات: (0) إضافة تعليق