الحمد لله رب العالمين
الحَمْدُ للهِ الَّذِي غَمَرَ صَفْوَةَ عِبادِهِ بِلَطائِفِ التَّخْصِيصِ طَوْلاً وٱمْتِنانًا، وأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ فَأَصْبَحُوا بِنِعْمَتِهِ إِخْوانًا،
ونَزَعَ الغِلَّ مِنْ صُدُورِهِمْ فَظَلُّوا في الدُّنْيا أَصْدِقاءَ وأَخْدانًا وفي الآخِرَةِ رُفَقاءَ وخِلاّنًا
وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا مَثِيلَ لَهُ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَه.
وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وحَبِيبَنا وعَظِيمَنا وقائِدَنا وقُرَّةَ أَعْيُنِنا محمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبِيبُه.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ وعَلى سائِرِ إِخْوانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ وعَلى آلِ كُلٍّ وصَحْبِ كُلٍّ وسَلِّم تسليما كثيرا.
أَمّا بَعْدُ:
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )
#عبادالله:
اعلموا جيدا أن الناس جميعا بعضهم لبعض وإن افترقت منازلهم وأبدانهم
#نعم
العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد أمرٌ لا غنىً عنه فهى جزء من فطرة الإنسان السَّوية؛
فالإنسان مخلوقٌ اجتماعيٌّ بطبعه لا يستطيع العَيش وحده دون عائلةٍ وزملاءَ وأصدقاء.
والصداقة تشكل ثُلث العلاقات الاجتماعية في حياة الإنسان؛
فيومه
ثلث للعمل وزملاء العمل،
وثلث للأسرة والبيت والعائلة،
وثلث للأصدقاء والرفقاء.
فالصداقة جزءٌ أساسيٌّ واختياريٌّ في حياة كل فردً؛
فلا أحد يُجبر على اختيار صديقٍ معينٍ أبداً
ومن هنا جاء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"المرء على دِين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل"؛
على دينه: أي يتطبع بطباعه ويتصرف كما يتصرف،
من يخالل: أي من يصادق ويصاحب
فدَّل على أن اختيار الصَّديق أمرٌ اختياريٌّ وانتقائيٌّ.
فالصداقة علاقةٌ اجتماعيةٌ بين شخصين أو أكثر قائمةٌ على الصِّدق والمحبة في الله دون أي غرضٍ دنيويٍّ و التناصح بين الأصدقاء لما فيه خير كلٍ منهما
الصداقة الحقيقية سرٌ للسعادة والراحة النفسية والدعم المعنوي، فعلاقة الصديق بصديقه تخفّف عنه من الهموم والأوجاع الشيء الكثير.
#ايهاالاخوة:
في زمن صارت فيه العلاقات الإنسانية قائمة على المصلحة تارة أو على المزاج الشخصي بتجاوزاته وتطرفه تارة أخرى…
كثيراً ما نجد المحبة تنقلب إلى عداوة،
والصداقة تنقلب إلى بغضاء وخصومة،
والأيام الجميلة مجرد صفحة طويت، وكتبت سطورها الأخيرة بالجراح!
والإنسان يحتاج إلى صديق في كل حال
إما عند سوء الحال ليعاونه،
وإما عند حسن الحال ليؤانسه، وليضع معروفه عنده،
ومن ظن أنه يمكنه الاستغناء عن صديق، فهو مغرور، ومن ظن أن وجود الصديق أمر سهل، فقد جانَبَه الصواب،
ولكثرة نفع الصديق، قال تعالى فما لنا من شافعين ولا صديق حميم
فقد جمع الشافعين وأفرد الصديق - لندرة وجوده
#ايهاالاخوة:
قال أبو حيان التوحيدي (رحمه الله): لا تكِلْ نفسك إلى اختيار السوء، وإلى قرناء السوء؛ فإنك إن فعلت ذلك، خسرت خسرانًا مبينًا، وضللت ضلالًا بعيدًا، وتحرَّقت أسفًا، وتقطعت ندمًا؛
هل سمعتم بعقبة بن أبي معيط؟
رجل من أهل مكة المكرمة، نشأ في رحابها، وعاش على ترابها، كان صديقا حميما لعدو الله أبي بن خلف الذي كان رأسا في الشرك والضلال والعدوان والعنجهية والغطرسة، وذات يوم أقام عقبة بن أبي معيط وليمة ودعا الناس إليها، وكان فيمن دعي إلى الوليمة النبي صلى الله عليه وسلم، فأبى رسول الله أن يستجيب لدعوته ويطعم من طعامه حتى يشهد أن لا إله إلا الله،
فأسلم عقبة بن أبي معيط بين يدي رسول الله ،
وطار الخبر إلى صديقه الحميم أبي بن خلف فجاءه رجل وقال:
إن صديقك عقبة بن أبي معيط صديق العمر والمسامرات والمساهرات،
ذهب إلى محمد وأعلن إسلامه،
فغضب أبي ابن خلف وجاء منتفشا منتفخا، وقال لعقبة: بلغني أنك صبأت، وجهي من وجهك حرام حتى تأتي محمدا فتبصق في وجهه، وذهب عقبة الهالك وفعل ما أُمر به من صديقه الحميم.
هذا هو الحدث الذي حصل في الأرض، أما الذي حدث في السماء، فنزل رسول الوحي جبريل يتلو قوله تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا).
الصاحب الصاحب... الصديق الصديق...
#أخى فى الله..
امكث برهة.. فكر لحظة.. قف وقفة.. تذكر تأمل..
ثم قل لي بربك من تصاحب؟ من تجالس؟ من هو خليلك وصديقك؟
أقل لك من أنت...
إنها القضية الكبرى في حياتنا، إنها المشكلة الضخمة في حياة شيبنا وشبابنا وفتياتنا.
فيا أيها الوالد ويا أيتها الام
فتش عن صديق ابنك وصاحبة البنت حتى لا تندم حيث لا ينفع ندم
الصديق الصديق... الصاحب الصاحب...
طريقك إلى الهداية.. أو إلى الغواية...
إلى الاستقامة.. أو الانحراف...
إلى المساجد والمحاسن وتلاوة الآيات.. وإلى الفواحش والمنكرات والمخدرات...
نعم...
أخي المسلم الصاحب الصاحب.. .الصاحب ساحب...
ساحب إلى الجنة.. وساحب إلى النار...ساحب إلى النور.. وساحب إلى الظلمة...ساحب إلى البر والصلة.. وساحب إلى العقوق والقطيعة... ساحب إلى العلم.. وساحب إلى الجهل...ساحب إلى النجاح والتحفيظ.. وساحب إلى الضياع والتفحيط...
قال النبى : (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل....).
🔴═◄أخي إنها مشكلة العصر فلو أقسمت لصدقتموني
أنه ما ضل ضال،
ولا غوى غاوٍ،
ولا زنا زانٍ،
ولا تخنث متخنث،
ولا سرق سارق،
ولا أدمن مدمن،
ولا عق عاق،
ولا تهاون بالصلاة متهاون،
إلا بسبب جليس سوء وصاحب هوى .
قف على عنابر السجون، قف على دور الملاحظة، سل ضحايا التفحيط والإدمان، سائلهم عن ضياعهم وسجنهم وإعاقتهم وهلاكهم، سلهم عن ذنوبهم وجرمهم وظلمهم، فو الله لتسمعن من تلك القلوب المكلومة والأنفس المجروحة، وهي تنطق بلسان جريح من وراء القضبان وعلى الأسرّة البيضاء، إن الصديق والقريب والزميل والصاحب هو.. هو الهاوية والنهاية المؤلمة.
تجنب ...
تجنب قرين السوء واصرم حباله فإن لم تجد عنه محيصا فداره
واحبب حبيب الصدق واحذر مراءه تنل منه صفو الود ما لم تماره
قال الله تعالى: وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
🔴═◄قديما قالوا:
قل لى من صاحبك؟ أقل لك من انت؟
عند البخارى - روى ابو الدرداء رضى الله عنه قال:
كنت جالسا عند النبى صلى الله عليه وسلم اذ اقبل ابو بكر يشتد آخذاً بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته،
فنظر اليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو قادم اليه وقال: إن صاحبكم ابا بكر قادم اليكم من خصومه،
فلما وصل الصديق رضى الله عنه سلّم وقال:
يا رسول الله :
إنّه كان بيني وبين ابن الخطاب شيءٌ من ملاسنه ولعلى تسرعت معه ثم ندمت
فسألته أن يغفر لي تسرعى معه فأبى عليّ فأقبلت إليك.
فقال صلى الله عليه وسلم مهدئا من روعه:
يغفر الله لك يا أبا بكر (ثلاثاً)،
ثم إنّ عمر رضي الله عنه حين هدأت ثائرته قال:
ويحى ....!
يستميحنى الصديق ويرجو ان اقبل عثرته فأعرض عنه - والله لاذهبن اليه فاستغفره انا
ندم فأتى منزل أبا بكر فسأل: أثم أبو بكر؟ فقالوا: لا،
فأتى إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فسلّم عليه وجلس ولم ينطق بكلمه
ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرضى من احد ان يغضب الصديق
وعمر اغضب الصديق
فجعل وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم يتمعّر حتى أشفق أبو بكر رضي الله عنه على عمر من غضب النبى صلى الله عليه وسلم
فجثا على ركبتيه فقال:
يا رسول الله والله أنا كنت أظلم. مرتين.
فقال صلى الله عليه وسلم:
إنّ الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ قالها مرتين.
فما أوذي بعدها –
صديق يقرأ صاحبه -
#حقا
الأصدقاء الأوفياء مثل اليد والعين؛ إذا تألمت اليد بكت العين، وإذا بكت العين مسحتها اليد.
لما أسر المشركون زيد بن الدثنة (رضي الله عنه) في غزوة ذات الرجيع، ولما أرادوا قتله، قال له أبو سفيان بن حربٍ: أنشدك (أي أستحلفك) الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي،قال أبو سفيان: ما رأيت مِن الناس أحدًا يحب أحدًا كحب أصحاب محمدٍ محمدًا؛
🔴═◄وها هو يونس بن عبد الاعلى أحد طلاب اﻹمام الشافعي اختلف مع أستاذه اﻹمام محمد بن إدريس الشافعي في مسألة أثناء إلقائه درساً في المسجد!
فقام يونس مغضباً ،
وترك الدرس ،
وذهب إلى بيته .!!
فلما أقبل الليل ،
سمع يونس صوت طرق على باب منزله! فقال يونس :من بالباب..؟
قال الطارق : محمد بن ادريس !!
قال يونس : فتفكرت في كل من كان اسمه محمد بن إدريس إلا الشافعي .!!
قال : فلما فتحت الباب ، فوجئت به .!!
فقال اﻹمام الشافعي : يا يونس تجمعنا مئات المسائل ، وتفرقنا مسألة ؟
العبرة :
لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات ،
فأحيانا كسب القلوب أولى من كسب المواقف .
ولا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها مع اخيك، فربما تحتاجها للعودة يوما ما .
دائماً إكره الخطأ ، لكن لا تكره المُخطئ .
أبغض بكل قلبك المعصية ، لكن سامح وارحم العاصي .
انتقد القول ، لكن احترم القائل .
فإن مهمتنا هي أن نقضي على المرض ، لا على المرضى .
نعم
مهمتنا هي أن نقضي على المرض ، لا على المرضى .
🔴═◄وفى تاريخ دمشق
" لا تصحب إلا من إن صحبته زانك ، وإن حملت مؤونة أعانك ، وإن رأى منك ثلمة سدها ، وإن رأى منك حسنة عدها ، وإن سألته أعطاك ، وإن تعففت عنه ابتداك ، وإن عاتبك لم يحرمك ، وإن تباعدت عنه لم يرفضك " .
عن المرءِ لا تسأَلْ، وسَلْ عن قرينه
فكلُّ قرينٍ بالمقارن يقتدي
إذا كنتَ في قومٍ فصاحِبْ خيارهم
ولا تصحَبِ الأردى؛ فتردى مع الرَّدِي
#أيــهــاالاخــوة:
يحرص الإسلام دائماً على كل ما يحقق الترابط الاجتماعي وتوثيق عرى المودة والمحبة بين الناس، ولذا جعل للأصدقاء والمعارف حقوقاً ينبغي أن يتفانى فيها كل من يعرف معنى الصداقة ويحرص على الوفاء بالتزاماتها
وعلى رأسها:
. الحب في الله وهو أعظم أنواع الصداقة بين الناس, ويخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من احب شخصا يخبره أنه يحبه لقوله :"إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه"أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألبانى
ومن مقتضيات الحب فى الله الدعاء لصديقك بظهر الغيب
روى مسلم عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهر الغيب (أي: في غيبة المدعو له)، إلا قال الملَك: ولك بمثلٍ))؛
كان أبو الدرداء (رضي الله عنه) يقول: (إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي، أسمِّيهم بأسمائهم).
لاجل ذلك قال
عبيدالله بن الحسن لرجلٍ: يا فلان، استكثِرْ من الصديق؛ فإن أيسرَ ما تصيبُ: أن يبلُغَه موتُك فيدعوَ لك؛
ونحن نقول لك
تمعن فى اختيار اصدقاءك فإنك تختار الصف الاول لجنازتك
🔴═◄ومنها
حقهم في الأمن على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله،
وكما قال المثل
ادخل بيت صديقك اعمى واخرج اخرس
🔴═◄ومنها
حسن استقباله لصديقه والتفاني في خدمته والتقرب إليه بما يستطيع من طعام وشراب وهدايا ومقابلته بصدر رحب ووجه مبتسم طلق لإزالة الوحشة من نفسه عند دخوله ومجالسته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يوجهنا إلى هذا التصرف الحضاري بقوله: كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك .
روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي))؛ (حديث حسن) (صحيح الترمذي للألباني
🔴═◄ومنها
مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، وهذا الحق يؤكد حرص الشريعة الإسلامية على توثيق العلاقة بين الناس، حيث تفجر هذه الشريعة بواعث الرحمة والحب في القلوب الإنسانية بتعاليمها وآدابها وأخلاقياتها، وهي تلزم كل إنسان بأن يكون فعالاً في التعامل مع الآخرين، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
◄دخلت امرأة من الأنصار على عائشة - رضي الله عنها - في حادثة الإفك ، وبكت معها كثيرا دون أن تنطق بكلمة ، فقالت عائشة : لا أنساها لها .
المواقف لاتنسى ..
◄عندما تاب اللهُ تعالى على كعبٍ بن مالك بعدما تخلَّف عن تبوك ؛ دخل المسجدَ مستبشرًا فقام إليه طلحةُ يُهرول ثمّ احتضنه قال كعب : لا أنساها لِـطلحة !
أحيانًا لا تحتاج سِوى مثل تلك الهرولة من أخ قريب صادق لك يخبرك أنّك لست وحدك ، بل إنّه يحزن لحزنك ويفرح لفرحك .
🔴═◄ومنها
النصح والمشورة، وهذا الحق ركيزة أساسية من معالم الشريعة الإسلامية للحرص على طاقات الأمة الإنسانية وعدم تبديدها في متاهات التجارب والآراء والأخطاء، ولذلك مدح الحق سبحانه وتعالى المؤمنين في كتابه الكريم بقوله تعالى: وأمرهم شورى بينهم .
روى الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره))؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي للألباني
قال الإمام المباركفوري (رحمه الله): قوله صلى الله عليه وسلم: (خير الأصحاب عند الله)؛ أي أكثرهم ثوابًا عند الله، (خيرهم لصاحبه)؛ أي: أكثرهم إحسانًا إليه، ولو بالنصيحة؛
ويؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية المؤمن للمؤمن في التوجيه والإرشاد لما فيه الخير فيقول:
كما روى أبو داود عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه))؛ (حديث حسن) (صحيح أبي داود للألباني
🔴═◄ومنها
مناصرتهم وفقا للضوابط الشرعية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يشتمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامه
🔴═◄ومنها
أن يحسن معاملته لصديقه، فلا يتعالى عليه، ولا يشعره بالدونية حتى ولو كان في مستوى أقل منه اجتماعياً أو وظيفيا أو أدبيا، وقد رسخ الإسلام كل معاني حسن الخلق في التعامل بين الناس وجعل التواضع واللين والعفو عند المقدرة وتجاوز أخطاء الآخرين من كمال الإيمان، يقول عليه الصلاة والسلام أكمل المؤمنين إيماناً: أحسنهم خلقا وقال في حديث آخر: . . . ألا أنبئكم بخياركم: أحاسنكم أخلاقاً .
وانطلاقاً من تعاليم وأخلاقيات الإسلام لا يحق لمسلم أن يتكبر على صديق أو زميل له أو أن يتعامل بغطرسة مع خلق الله، وكل إنسان يجلب لنفسه حب واحترام وتقدير الآخرين بحسن أخلاقه وليس بدرجته الوظيفية ولا بمكانته العائلية .
ومن عظمة شريعة الإسلام هنا ترسيخها لقيمة العفو والتسامح في التعامل بين الناس، حيث جعلت العفو والتسامح حقا للإنسان إذا أخطأ .
🔴═◄ومنها
التهادي بينهم وهنا يبرز قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا تذهب الشحناء . وقوله عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: تهادوا، فإن الهدية تذهب وحر الصدر ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فرسن شاة
وقد وضع الإسلام للتهادي آدابا وأخلاقيات لا يجوز التخلي عنها، ومنها ألا يرجع المسلم في الهدية التي أعطاها لأخيه المسلم نتيجة ما قد يطرأ بينهما من مشاحنات فهذا ممنوع بأمر الشريعة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها، إلا الوالد في ما يعطي ولده، ومثل الذي يعطي العطية ثم يرجع فيها، كمثل الكلب يأكل فإذا شبع قاء، ثم عاد في فيئه .
🔴═◄ومنها
حب التزاور والتلاقي والتباذل ، والبشاشة عند اللقاء ، والمصافحة بود وإخاء .
وقد روى مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) .
#ايهاالاخوة:
تتلخَّصُ حاجتنا إلى صديق في وجهين: مظلَّة تحمينا وتُعيننا على أمطار شديدة من الحياة، وحرقة الخذلان والضعف، وكذلك هم صندوق الأسرار، الذين ننتظر لقاءهم؛ كي نُفرغ ما بنا من هموم وغموم.
ولكن في زمننا الحاليِّ،
ندر الصدق، وندر الرجال، وندر الحب، وندرت الصداقة، ونحن ما زلنا نقبع في تلك القوقعة نتمنَّى في كل لحظة ذلك الصديق الرائع،
#لاجل ذلك نقول
اجعل مظلتك إيمانك ويقينك وعبادتك واحترامك لذاتك، ولا تُعط أبدًا من لا يقدِّر عطاءك؛ فهذا من باب السفَه، وصادق الطيبين؛ ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ﴾
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم،
والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.........!
======================
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع المشفع فى المحشر
صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما;
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة هذه الخطبة تتمثل فى ما رواه الامام البخارى من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنّما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك وإمّا أن تبتاع منه وإمّا أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحاً خبيثة»
◄اللى هيشهد غسلك،
واللى هيحضر جنازتك،
واللى هيقف جنب أهلك فى مصيبتهم،
واللى هيستنى بعد دفنك حبة جنبك،
واللى هيقف ليلتها فى ركعتين يصلى ويسجد ويدعيلك ربنا يهنيك فى قبرك ويثبك عند السؤال،
واللى هيدعيلك باللى كنت بتأمنه عليه يدعيلك بيه،
واللى هيدعى ربنا يتم نعمته عليكم ويجمعكوا فى ظله زى ما جمعكوا فى دنيته على طاعته..
دا صاحبك
الاصحاب مش بكترهم ..
الاصحاب بحبهم ليك ومكانتك في قلوبهم
اللهم ارحم من مات من اصدقائى واحفظ من بقى منهم يا رب العالمين
⬅ اللهم يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام نسألك............... مع الدعاء
تعليقات: (0) إضافة تعليق