القائمة الرئيسية

الصفحات

حقوق الطفل قبل الولادة د محمد عامر




العناصر 
1-
المقدمة 
2-
العناية بالطفل في القرآن والسنة 
3-
حسن اختيار الزوجة الصالحة 
4-
قصة زواج جليبيب .
5-
ادب الاتصال بين الزوجين .
6-
عدم اسقاط الجنين .
7-
حسن اختيار اسم المولود .
8-
حق الجنين أن تفطر أمه في رمضان حتي لا يهلك .
9-
حق الطفل في إثبات نسبه . .
.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين, الحمد لله الذي أراد فقدر, وملك فقهر, وخلق فأمر وعبد فأثاب, وشكر, وعصي فعذب وغفر, جعل مصير الذين كفرو إلي سقر, والذين اقو ربهم إلي جنات ونهر, ليجز الذين كفرو بما عملو, والذين امنوا بالحسنى
واشهد إن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك, وله الحمد, وهو علي كل شيء قدير
يارب
رضاك خير إلي من الدنيا وما فيها يا مالك النفس قاصيها ودانيها
فنظرة منك يا سـؤلي ويـا أملى خير إلى من الدنيـا وما فيها
فليـس للنـفس أمـآل تحققـها سوى رضاك فذا أقصى أمانيها
وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه
بلغ الرسالة وأدى الأمانة وكشف الظلمة وأحاط به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين
يا سيدي يا رسول الله :
أنت الذي تستوجب التفضيل فصلوا عليه بكرة وأصيـلا
ملئت نبوته الوـجود فأظهرا بحسامه الدين الحديد فأسفرا
ومن لم يصلي عليه كان بخيل فصـلوا عليه وسلموا تسليما
وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين
أما بعد
يقول تعالي ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]،
ويقول ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49، 50].
من أجل ذلك اعتنى الإسلام بالطِّفْل من قبْل وجود الطفل، فهيَّأ له أسرة طيِّبة تتكوَّن من والدٍ تقي ووالدة صالحة، فحثَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - الزَّوجة وأهلَها بقوله: ((إذَا خَطَبَ إلَيْكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ، فزَوِّجُوه))؛ رواه الإمام الترمذي في السنن.
وحثَّ الزَّوج بقوله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - كما جاء في الصَّحيحَين: ((فاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يداك)).
كل ذلك من أجل تنشئة الطفل بين أبويْن كريمين يطبِّقان شرع الله، ويرْسمان الطَّريق السويَّة لحياة الأبناء، فأوَّل حقٍّ للطِّفل أن يوفِّق الله أبويْه لحسن اختيار أحدِهِما للآخر، فإذا تمَّ الاختِيار توجَّه الأبوان الصَّالِحان بالدُّعاء في خشوع وإنابة إلى وليِّ الصَّالحين: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74
فالله تعالى قد أنعم على عباده بنعم كثيرة، من تلك النعم نعمة الأولاد، وواجبهم تجاه النعم هو الشكر، وشكر نعمة الأولاد يكون بتربيتهم وتعليمهم السلوك والأخلاق الحسنة، والله تعالى قد أوجب على الآباء تربية أبنائهم
حقوق الأبناء على الآباء
وأما حقوق الأبناء على آبائهم فهي كما يلي:
أولاً : اختيار الزوجة الصالحة 
________________
ما هي مواصفات الزوجة الصالحة ؟ وما هي مؤهلات المرأة الصالحة في الإسلام؟
أما الجمال؟ فإنه مطلب فارس، وأما المال؟ فإنه مطلب اليهود، وأما الحسب؟ فإنه مطلب الرومان، وأما الدين؟ فإنه هو مطلب الإسلام.
يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه:{ تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك} فالدين هو كل شيء في المرأة، ولا يعني كلامنا هذا؛ أن نعفي الرجال من مسئولية البحث عن الجمال، أو طلب الحسب، أو المال، لكن ينبغي ألا يكون هذا على حساب الدين، وإلا فسيكون غير موفق في اختياره، فلا بد أن يجعل الدين هو الأصل وما بقي تبع له.. ونحن نؤمن أن الجمال مطلوب وكذلك الحسب مطلوب، وأن المال لا بأس بطلبه خالصاً وحلالاً، لكن يقول الله سبحانه تعالى: وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ [البقرة:221] فاظفر بذات الدين تربت يداك.
ويوم أُسيءَ الاختيار في بعض الأماكن؛ نشأ الجيل معوجاً، وأتى الطفل راضعاً من أم جاهلة أو ليست مستقيمة، أو أم فيها حمق، لأن الاختيار كان عن عدم تقدير وحكمة.
فأول مسئوليات الآباء: اختيار الزوجة الصالحة، التي تريد الله والدار والآخرة، ولا عبرة -والله- بالمرأة التي لا تريد الله، ولا تعمل بكتاب الله ولا بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولو كانت في أي بيت..
أما عذب الله عز وجل امرأة نوح؟ 
أما عاتب ولام وندد بامرأة لوط؟ ولكنه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى مدح امرأة فرعون، ففي بيت فرعون تنشأ امرأة مسلمة مؤمنة، وفي بيت النبوة تنشأ امرأة فاجرة كافرة، فسبحانك يا رب!
فاختيار الزوجة أمر لابد منه، وهو أمر إذا وفق الله العبد إليه كان من أعظم ما ييسر تربية الأبناء فيما سوف يقبل من الزمن.
وعلى المرأة ايضاً أن تختار الزوج الصالح الذي ترتضيه أباً لأولادها وعلي ولي المرأة أن ينظر الي دين الخاطب وأخلاقه قبل أن ينظر الي امواله ... فكم من أب زوج ابنته من رجل لأجل ماله فقط وانتهي الأمر إما أمام المحاكم أو بالطلاق 
ولذلك يقول الرسول في الحديث الذي أخرج الترمذي وابن ماجة والحاكم وصححه عن أبي هُرَيرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((إذا خطبَ إليكُمْ من ترضونَ دينهُ وخلقهُ فزوِّجوهُ، إلاَّ تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ)). لذلك زوج النبي صلي الله عليه وسلم صحابي جليل من امرأة ذات حسب ونسب لدينه وورعه وتقواه في قصة رائعة اسمع نصها
قصة زواج جليبيب 
____________
كان جليبيب أحد المساكين من الصحابة، ليست له أسرة معروفة، ولا عنده جسم بهي جميل، وليس عنده مال، ولا يمتلك منصباً يديره، أتى إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في ثيابٍ ممزقة، وفي هيئة الله أعلم بها. بطنه جائع، وكبده ظامئة، وأعضاؤه هزيلة، ووجهه شاحب، فقال له صلى الله عليه وسلم: {يا جليبيب! ألا تتزوج؟! قال: يا رسول الله! غفر الله لك ومن يزوجني -لا جمال ولا مال- ومرة ثانية يقول له صلى الله عليه وسلم: يا جليبيب ألا تتزوج؟! فيقول: يا رسول الله! من يزوجني لا جمال ولا مال؟} لأن كثيراً من الناس لا يزوج إلا على الدراهم والدنانير، يزوج الرجل إذا رأى عنده ممتلكات وسيارات وشاحنات وناقلات وقصوراً، فيبيع ابنته لذاك الرجل كما تباع الناقة والسيارة، في سوق المزاودة، لا ينظر إلى صلاة ذاك الرجل، ولا إلى صدقه، ولا إلى أمانته، قد يكون هذا الرجل فاجراً سكيراً لعيناً طريداً بعيداً ولكن أنساه ذلك كله مال ذاك الرجل، ومنصبه وسيارته وقصره، فيبيع بنته، فيخسر الدنيا والآخرة فيقول له صلى الله عليه وسلم في الثالثة: ألا تتزوج؟! قال: يا رسول الله! من يزوجني لا مال ولا جمال؟ فيقول صلى الله عليه وسلم: اذهب إلى ذاك البيت من الأنصار، وقل لهم: رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغكم السلام، ويقول: زوجوني بنتكم، هذا مرسوم من كلام محمد عليه الصلاة والسلام:
فذهب فطرق الباب، قال أهل البيت: من؟ قال: جليبيب، قالوا: مالنا ولك يا جليبيب، فخرج صاحب البيت، فقال: ماذا تريد؟ قال: الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغكم السلام، فارتج البيت بالدعاء والرد: وعليه الصلاة والسلام، قال: ويقول: زوجوني بنتكم، فيقول الوالد: الله المستعان! لأن جليبيباً فقير، وأسرته فقيرة لا مال ولا جاه ولا منصب، يملك ثوبه الممزق، فيقول: أعود إلى زوجتي -لأنها تملك الحق، وتملك هذه المراسيم بما يسمونه حق الفيتو في هذه المواقف- فعاد إليها فقالت: الله المستعان! لو كان غير جليبيب، نزوج ابنـتنا جليبيبا! فاجتمعا على أن يردا ويرفضا، فسمعت البنت العابدة الناصحة الصالحة، فقالت: أتردان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عليه؟! لا والله فيتوافقان ويتم الزواج، ويدعو له صلى الله عليه وسلم بالخير، فينشئ بيتاً في الإسلام، أساسه على الخير أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [التوبة:109] أفمن أدخل ابنته بيتاً مسلماً تالياً لكتاب الله مستقيماً ذاكراً لله خير أم من أدخل ابنته بيتاً مغنياً فاحشاً ضالاً ظالماً؟! لا يستوون، وعاشت هذه المرأة في سعادة، وأنجبوا أطفالاً مشاعل في التاريخ، علماء ودعاة.
استشهاد جليبيب
أتى صلى الله عليه وسلم في غزوة خاضها بنفسه صلى الله عليه وسلم، وبعد القتال سأل أصحابه: {من تفقدون من الناس؟ قالوا: نفقد فلاناً وفلاناً، قال ومن؟ قالوا: ما نفقد أحداً؟ قال: ألا تتذكرون أحداً؟ قالوا: لا. قال: لكنني أفقد جليبيباً، أين جليبيب؟! وقام يبحث عنه...} لأنه يحب القلوب الصادقة، ويهوى الأرواح المخلصة، ويتعاطف مع أهل الحق، {فمر في القتلى وبحث عنه فوجده مقتولاً بجانب سبعة قتلهم من المشركين...}.
{
مسح صلى الله عليه وسلم التراب عن وجه جليبيب، وقبل وجهه وبكى، وقال: قتلت سبعة ثم قتلوك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك!}
ثانياً : أدب الاتصال بين الزوجين 
________________
يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً [الرعد:38].
إن اتصال الرجل بالمرأة في الإسلام أمر شريف، ليس كما بعض أعداء البشرية، يوم قالوا: شهوة جامحة تفضى في المرأة.. سبحان الله! بل إنه لحكمة، لعمار الأرض، ولوجود الذرية الذين يحملون الرسالة.. فمن الأم ينشأ العلماء، والعباد، والزهاد، والحكماء، والأغنياء، والسادة، والقادة، وصانعو المجد، فأين ذهبت هذه الحكمة عن تلك العقول والأدمغة التي ما عرفت الطريق إلى الله؟!.
ففي المعاشرة الزوجية، لم ينس النبي صلى الله عليه وسلم حق الطفل ففي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عليه الصلاة والسلام:{لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم رزق مولوداً لم يضره شيطان أبداً} باسم الله في أمورنا، وباسم الله نبدأ، وباسم الله نتصل، وباسم الله نربي، وباسم الله ننشئ جيلاً، وباسم الله نكون دعاة مخلصين، وحكماء وعلماء وفقهاء، فبدايتنا باسم الله، ونهايتنا باسم الله.
ثالثا ً: عدم إسقاط الجنين 
_______________
من حق الجنين ألا تسقطه أمه، لا تريد إنجاباً فتسقط الجنين، الأب لا يريد ولداً يأمرها أن تسقط الجنين، هذا معاقب عليه في الإسلام، وعلى الأم التي تتناول دواءً لتسقط ابنها، أو الأب الذي يأمر زوجته بإسقاط الحمل، عليهما دية في الإسلام، دية قتل نفس.
فحقُّ الحياةِ مكفولٌ لِكُلِّ إنسانٍ؛ قال تعالى: {وَلا تَقْتَلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [الإسراء: 31]، وقال تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 139]، وقالَ تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، وبذلك شدَّد الإسلامُ على قاتلي أطفالِهم وتوعَّدَهُم اللهُ بالخلود في النّار.
مؤتمرات السكان في الغرب تدعو إلى الإجهاض الآمن، بل إن مؤتمرات السكان تتمنى أن أية فتاة حملت سفاحاً أن تتجه إلى أي مستشفى حكومي، وأن تطلب الإجهاض من دون أن تسأل، بينما في هذا الدين العظيم الفتاة التي تحمل تُسأل، كيف حملتِ وأنت لست متزوجة؟
في حياة الصحابة أن امرأة رمت الأخرى بحجر فأصابت بطنها وهي حامل فقتلت الوليد، فاختصموا إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقضى النبي عليه الصلاة والسلام بدية إلى ورثة الجنين المقتول،
قال تعالى:
(
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)
رابعا ً : حسن اختيار اسم المولود
___________________
ومن حقوق الأبناء على آبائهم: إحسان الاسم؛ أن يختار الاسم الشريف، والاسم المطلوب في الإسلام، وفي الحديث الصحيح: {أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبد الرحمن} أما الحديث الذي يقول: {أحب الأسماء إلى الله ما عبد وحمد} فلا يصح، لكن كل اسم فيه لفظ العبودية فهو طيب وحبيب إلى القلوب؛ لأن ابنك يوم أن يتردد في ذهنه هذا الاسم -اسم عبد الله، عبد الرحمن، عبد الوهاب، عبد السلام- يتذكر هذه الصلة بينه وبين الله، والله شرف أنبياءه بالعبودية، فقال لرسوله عليه الصلاة والسلام: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى [الإسراء:1] وقال: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً [الجن:19] وقال: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان:1].
ونهى صلى الله عليه وسلم أن يتسمى بعض الأسماء: {جاءه رجل فقال: ما اسمك؟ قال: غاوي بن ظالم. فقال صلى الله عليه وسلم: بل أنت راشد بن مقسط} فبدل عليه الصلاة والسلام اسم غاوي براشد وظالم بمقسط، تفاؤلاً أن يكون راشداً مقسطاً.
لأن الاسم جزء من شخصية الإنسان، وقد كان النبي يحب الأسماء الجميلة، ويكره القبيحة ويبدلها. ففي صحيح مسلم والترمذي وغيرهما عن ابن عمر رضي اللّه عنهما أن النبيّ غيَّرَ اسم عاصية، وقال: ((أنت جميلة)). وفي رواية لمسلم أيضًا أن ابنةً لعمرَ كان يُقال لها: عاصية، فسمَّاها رسول اللّه جميلة. وفي صحيح مسلم كذلك عَنْ مُحَمّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَمّيْتُ ابْنَتِي بَرّةَ، فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ: إِنّ رَسُولَ اللّهِ نَهَىَ عَنْ هَذَا الاِسْمِ، وَسُمّيتُ بَرّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : ((لاَ تُزَكّوا أَنْفُسَكُمُ، اللّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرّ مِنْكُمْ))، فَقَالُوا: بِمَ نُسَمّيهَا؟ قَالَ: ((سَمّوهَا زَيْنَبَ)).
فواجب الأب أن يسمي ابنه اسماً حسناً، يقول عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الحسن:{أحسنوا أسماءكم وأسماء أبنائكم، فإنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم}.
فإذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه؛ نادانا بأسمائنا وأسماء آبائنا، نادانا مع الملايين المملينة والألوف المؤلفة من الشعوب والأمم والمجتمعات: يا فلان ابن فلان ابن فلان من آل فلان، قم إلى الله ليحاسبك ولا يظلمك هذا اليوم.. أفلا يريد المسلم أن يكون اسمه حسناً؟ ولا يكون اسماً لا معنى له، اسم مستورد من أسماء الغرب التي لا تدخل في العقول، ولا في اللغة، ولا في الأدب، ولا في المجتمع، أو من الأسماء التي توحي ببعض المجون، أو الظلم، أو الفحش، أو سوء الأدب، فهذه أسماء تقشعر منها الأبدان، وكان يفعلها العرب 
وفي سنن أبي داود {أنه عليه الصلاة والسلام قال لرجل: قم احلب الناقة، ما اسمك؟ قال: صخر. قال: اجلس. ثم قال للثاني: ما اسمك؟ قال: حرب. قال: اجلس. ثم قال لثالث: ما اسمك؟ قال: مرة. قال: اجلس. قال للرابع: ما اسمك؟ قال: يعيش. قال: قم فاحلب الناقة} إنه التفاؤل بالأسماء الطيبة، التي تورث الحب والتفاؤل وحسن الطالع..
خامسا : حق الجنين على أمه أن تفطر في رمضان حتى لا يهلك :
___________________________________
فيأمر هذا الدين العظيم الأم الحامل أن تفطر في رمضان، أن تترك ثاني أكبر عبادة من أجل الابن، كي يأتيه الغذاء وافراً، يأمر الأم المرضع أن تفطر من أجل ابنها،
يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (( لا تجني أم على ولدها ))
عباد الله 
____
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.
أما بعد
أخيراً من حقوق الطفل قبل مولده حقه في النسب وهو من أهم الحقوق
سادساً : حق الطفل في إثبات نسبه
____________________
للطفل الحق في التمتع بنسبه الصحيح، وليس لأحد حرمانه من ذلك لمجرد شبهة عرضت اليه. فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ان امرأتي ولدت غلاما أسودا، واني أنكرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هل لك من إبل؟" قال: نعم. قال:" فما ألوانها؟" قال: حمر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" هل فيهن من أورق؟" أي مائل الى السمرة قال الرجل: ان فيها لورقا. قال النبي صلى الله عليه وسلم:" فأنى ترى ذلك جاءه؟" قال الرجل: يا رسول الله عرق نزعها. فقال النبي:" ولعل هذا عرق نزعه".
كما حرم الإسلام على المرأة أيضاً أن تأتي بولد من غير زوجها فتنسبه إلى زوجها وتدخله في نسبه كذبا وزوراً، ففي آية بيعة النساء يقول سبحانه (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) يعني من الشروط الموضوعة على النساء الراغبات في الإسلام أن لا تأتي المرأة بولد من غير زوجها فتلحقه بنسب زوجها بهتانا وافتراء على نسبه، فذلك ذنب أكبر من الزنا لما فيه من شهادة الزور التي هي من أكبر الكبائر
وأخيرا اُُوصي وادعو كل أب أن ينزل الى مستوى أولاده ، ولا يعاملهم من برج عاج ، فهناك من الآباء من يعامل أسرته وكأنه امبراطور ، فاذا دخل البيت فان الزوجة ترتعش وألاولاد ينكمشون ويوددن أن لا يعود والدهم الى البيت وكأنه ملك الموت .... يجب أن يكون الاب مربيا ، واياه أن يخيف أولاده ، والمربي يجعل أولاده يحبونه والا فان ألاولاد يصلحون في حضرته ويفعلون ألافاعيل في غيابه . كن مربيا لا سجانا ، وقس مرضاة ألله تعالى عنك بمرضاة أولادك عنك
عباد الله: إن الله تعالى قد أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56.
هذا وما كان من توفيقٍ فمن الله وحده، وما كان من خطأٍ، أو سهوٍ، أو نسيانٍ، فمني ومن الشيطان، وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه الأطهار الأخيار ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
الأرشادات الأسلامية في الخطب المنبرية

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق