الحمد لله رب العالمين .. واهب النعم والعطيات، أمر عباده بفعل الخيرات، وحثهم على المسارعة إلى الطاعات، فقال تعالي }وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ (148){ البقرة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير، أمر بالسعي في قضاء حوائج الناس ،وجعلها من باب التعاون على البروالتقوي فقال تعالي}وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2){ المائدة
وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، حثنا علي العمل التطوعي مع المجتمع ، فعَنِ ابْنِ عُمَرَرضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (ﷺ): " إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ "أخرجه الطبراني ،وابن عساكر
اللهم صلى علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين .
أما بعد .. فيا أيها المؤمنون..
العمل التطوعي كان ولا يزال الدعامة الأساسية في بناء المجتمع ونشر المحبة والترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع فهو عمل إنساني يرتبط ارتباطاً قوياً بكل معاني الخير والعمل الصالح الخالص لله تعالى، ولكن هذا العمل يختلف من زمن إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع ،أحياناً يقل وأحياناً يزيد، ويمكن أن يكون تبرعاً بالمال أو غير ذلك من وجوه الخير.
ومما لاشك فيه أن هذا العمل له أهمية كبيرة تعود بالنفع على الفرد والأمة ، فالعمل التطوعي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدين الإسلامي، فهو تنافس شريف والتزام أدبي لتحقيق أهداف إنسانية لذلك استحق المتطوع الأجر والثواب والذكر الحسن، فقد قال الله تعالى فيهم }إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) {البينة.
إن غايات الناس مختلفة، وأهدافهم شتى فمنهم من تتحكم فيه الأنا والشهوات، كالجاه والتجبر والعلو في الأرض بغير حق، أما الإيمان فإنه يجعل وجهة المؤمن متجهة إلى فعل الخير والمسارعة إليه..
لذلك كان حديثنا عن (العمل التطوعي وأثره في المجتمع) وذلك من خلال العناصر الرئيسية التالية ....
1ـ مفهوم التطوع والعمل التطوعي.
2ـ اهتمام الإسلام بالعمل التطوعي .
3ـ مجالات العمل التطوعي.
4ـ المسارعة في العمل التطوعي.
5ـ صور مشرقة للتنافس في العمل التطوعي.
6ـ آثار العمل التطوعي .
7ـ الخاتمة .
==================
العنصر الأول : مفهوم التطوع والعمل التطوعي :
التطوع:ـ
تَنَفَّلَ، أي تَكَلَّفَ الطاعة. يقـال: قام بالعبادة طائعًا مختارًا دون أن تكون فرضًا لله وفى التنزيل الحكيم : {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ (184)} [البقرة].
مفهوم العمل التطوعي :ـ
تقديم يد العون إلى فرد أو مجموعة أفراد هم بحاجة إليه دون أي مقابل، سواء أكان مادياً أو معنوياً، والغرض منه ابتغاء مرضاة الله تعالى ، والتبرع بالمبادرة والتقرب لأهل الفضل بعمل الخير لتحقيق التعاون والألفة .
وهو عمل أو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة ولا يبغي منه أي
مردود مادي، ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية كمساعدة محتاج
أوتعليم أمي ، أو تفريج كربة ، أو إصلاح ذات البين.
العنصر الثاني : اهتمام الإسلام بالعمل التطوعي:ـ
يعتبر العمل التطوعي في الإسلام من أهم الأعمال شأنه شأن باقي الأمور التي يقوم بها المسلم، لأنه عمل يتقرب به المسلم إلى الله وهو جزء من العبادة.
وقد أكثر الله سبحانه وتعالي، من الدعوة إلى الخير، وجعله أحد عناصر الفلاح والفوز، قال تعالي } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77){(الحج) . كما أمر سبحانه وتعالى بالدعوة إلى فعل الخيرات إضافة إلى فعله، فقال سبحانه وتعالى: }وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) { [آل عمران].
ولقد أوحي الله تعالي لأنبيائه الكرام عليهم السلام فعل الخيرات لما له من أثر في حياة الأمة جميعها فقال تعالي}وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ(73) {الأنبياء
وسأل سيدنا موسى عليه السلام يوماً: يارب أنت أرحم الراحمين، فكيف جعلت ناراً ستدخل فيها الناس؟
قال يا موسى: كل عبادي يدخلون الجنة إلا من لا خير فيه).
ونجد كذلك في القرآن الكريم ربطا بين الصلاة وإطعام المساكين، قال الله تعالى:}مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44){ ( المدثر).
ثم قال الحق تعالي:}أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3){ [الماعون].
وروى ابن ماجة، أن رسول الله (ﷺ) قال: (إن هذا الخير خزائن، ولهذه الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشر ،وويل لعبد جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير).
إن الله تعالي يوازن بين مباهج الدنيا ومفاتنها، وبين المثل العليا والاتصاف بالمكارم، ويبين أن الفضائل أبقى أثراً، وأعظم ذخراً، وأجدر باهتمام الإنسان، وخير له في الدنيا والآخرة، لذلك قال سبحانه:{المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً}الكهف.
فالعمل التطوعي من أهم الأعمال التي يجب أن يعتني بها الإنسان كما دلت على ذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله التي تدعو إلى عمل الخير والبر والبذل والعطاء في سبيل الله بكل الطاقات المتاحة قال تعالى : } وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تعاونواعَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ الله إنِّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ (4){ المائدة .
و يقول الله تعالى: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ(158)} [البقرة].
أي فمن أتى بشيء من النوافـل فإن الله يشكره، وشكـر الله للعبد إثابته على الطاعة.
أي : ومن فعل الطاعات طواعية من نفسه مخلصًا بها لله تعالى, فإن الله تعالى شاكر يثيب على القليل بالكثير, عليم بأعمال عباده فلا بضيعها, ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة.
وما روي عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ (ﷺ) قَالَ:(عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ:(يَعْمَلُ بِيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ، وَيَتَصَدَّقُ). قَالُوا: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، أَوْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ:(يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ). قَالُوا: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ: (يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ بِالْخَيْر). قَالُوا: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَفْعَلْ؟ قَالَ:(يُمْسِكُ عَنِ الشَّرِّ؛ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ).
فالتطوع من باب التصدق ونشر الألفة بين الناس والتعاون على الخير والبر بعيدًا عن الفردية أو الأنانية أو السلبية.
وهذه بعض الأسباب التي تيبين مدي اهتمام الإسلام بالعمل التطوعي ..
1ـ العمل التطوعي هو الزاد الحقيقي الذي ينفع الإنسان في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم:ـ
قال تعالى:{وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110)}[البقرة].
وقال تعالي{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (20)} [المزمل].
ولقد جلس النبي (ﷺ) ذات يوم مع أصحابه فسألهم سؤالاً دون سابق إخبار..
فقال لهم: "من أصبحَ منكم اليوم صائمًا؟
قال أبو بكر الصِّدِّيقُ: أنا.
قال: فمن تَبِع منكم اليوم جنازة؟
قال أبو بكر: أنا.
قال: فَمَنْ أطعم منكم اليومَ مِسْكِينًا؟
قال أبو بكر: أنا.
قال:فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟
قال أبو بكر: أنا.
قال رسولُ الله (ﷺ): "ما اجْتَمَعْنَ في رجل إلا دخل الجنة". أخرجه مسلم.
والملاحظْ أنَّ أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه لم يكن مستعدًا لذلك السؤال، ولكنه كان معتادًا أن يبادر أيامه الخوالي بالاستكثار من الباقيات الصالحات.
لذلك يقول رسول الله (ﷺ): "إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة" [أخرجه ابن أبي الدنيا].
2ـ القليل منه مقبول عند الله تعالي :ـ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ (ﷺ): ( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ) وفي رواية طليق. [ مسلم، الترمذي، الدارمي ].
ويقول تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7)} [الزلزلة].
والمعنى أن أي فعل مهما كان قليلاً، حتى لو كان مثقال ذرة فإن الله يجزيه على عمله، ويرى نتيجة فعله.
واعلموا أنَّ الله تعالى لا يضيعُ عمل عاملٍ من ذكرٍ أو أنثى،قال تعالي }فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۖ (195) {آل عمران.
وجاء أعرابي إلي النبي (ﷺ) وقال: (يا رسول الله! عظني ولا تطل, فتلا عليه هذه الآية }فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8){ [الزلزلة].
فقال هذا الأعرابي: قد كفيت, فلما قال: قد كفيت, قال عليه الصلاة والسلام: فقه الرجل).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي (ﷺ): أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة.
في غزوة العسرة حث النبي (ﷺ) علي التطوع بالمال فقام الجميع يقدمون ما عندهم ،حتى الفقراء الذين لا يملكون إلا قوت يومهم
جاءوا بالوسق والوسقين من التمر تمر قليل يُجهزون به الجيش الكبير؟!
نعم قليل، لكن هذا كل ما يملكونه، سيطعمون جندياً أياماً..
قد لا يعني هذا في نظر بعض الناس شيئًا، لكنها تعني بالنسبة لهم الكثير، وتعني أيضا عند الله الكثير والكثير.. حتى إن المنافقين كانوا يسخرون من هذه العطايا البسيطة؛ فأنزل الله دفاعًا عظيمًا في كتابه عن هؤلاء الفقراء المتصدقين.. يقول تعالي: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79)} [التوبة].
3ـ العمل التطوعي من أخص خصائص المجتمع الإيماني :ـ
قال تعالي في وصف مجتمع المدينة الأول الذي أسسه النبي (ﷺ) {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ(9)} [الحشر].
أي: يقدمون خدمة الآخرين ومصلحتهم العامة على المصلحة الشخصية الخاصة.
ويقول تعالي{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)} [الإنسان].
يطعمون الطعام للفقراء والمساكين ويقدمون لهم ما يحتاجون إليه من عون ومساعدة، ولا ينتظرون منهم أي مردود، وهذا هو المعنى الصحيح للتطوع.
وكان فعل الخير من ألزم الأشياء اللازمة لرسول الله (ﷺ) ، يوم أن نزل عليه الوحي الالهي ودخل علي زوجه السيدة خديجة ويقول زملوني .. زملوني .. فوصفته صلي الله عليه وسلم بعمله مع المجتمع وحبه الخير للناس وأن ذلك يكون سبب في حفظ الله تعالي له ، فقالت "كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
العنصر الثالث : مجالات العمل التطوعي:ـ
العمل التطوعي الذي أشار الله إليه، ينتظم في كل بر، ويشمل كل عمل صالح:ـ
أولا : في مجال العبادات:ـ
من خلال التطوع بالنوافل والسنن والقربات والأمر واسع ومتاح للتنافس والتسابق في شتي أنواع العبادت كالصلاة والصيام والصدقات وغيرها ، وهذا النوع فضله عظيم عند الله تعالي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ): إِنَّ اللَّهَ قَالَ:(مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) ( رواه البخاري).
ثانيا : المجال الدعوي:ـ
كنشر الدعوة الإسلامية ، وتعليم القرآن الكريم حفظا وأداء وتدبرا، وإعداد الوعاظ، وطلاب العلم ، والنصيحة لمن يحتاجها من أفضل العمل التطوعي، والدعوة إلي الله تعالي ،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لقد أرسل الله الرسل لتبليغ الناس دعوة الله عز وجل فأرسل إلي قرية انطاكية رسولين فكذبوهما فعزز المولي عز وجل برسول ثالث ومع ذلك القرية كذبت الرسل ولكن هناك رجل يحمل في قلبه الإيمان فأحس بثقل الأمانة والمسئولية أمام الله تعالي لم يجلس ويقول ماذا أفعل بعد الرسل ، وماذا يكون أنا بالنسبة لهم ؟ لا .
فقام بدورة تجاه قريته يصدع بالحق ويذكر الناس بالله تعالي ويحذرهم يوم الحساب ...فقال تعالى:}وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) }[ يس] .
ثالثا: المجالات الإجتماعية :ـ
كإنشاء لجان الإصلاح المحلية، وإصلاح ذات البين، وإعداد برامج أسرية ، وتربية الأولاد، والإحسان إلى الناس من أعمال التطوع ،وبر ذوي القربى من أعمال التطوع، وإماطة الأذى عن الطريق ،وغراس الأشجار، والمحافظة على البيئة من التلوث ، وإغاثة الملهوف ،ورعاية الحيوان .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ) رواه مسلم .
وأيضا يقول النبي صلي الله عليه وسلم "ما مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة" [رواه البخاري].
ويقول رسول الله (ﷺ): "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال إصلاح ذات البين" [رواه أبو داود والترمذي].
ويقول رسول الله (ﷺ): "تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمر بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الردئ لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة" [رواه الترمذي].
وإعانة ذوي الاحتياجات الخاصة من أفضل الأعمال وكف الشر عن الناس درجة عليا من درجات العمل التطوعي .
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله . قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً . قال قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : تعين صانعاً أو تصنع لأخرق قال : قلت يا رسول الله إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك " رواه مسلم
رابعا: المجالات المالية:ـ
الخدمات المالية التي تتطلب دفع المال وتقديمه بسخاء من أجل نفع الناس ومساعدتهم،كفالة الأيتام ،والفقراء، والمحتاجين ، والأرامل، وأصحاب الأمراض.
عن أَبي هريرة رضي اللَّه عنه "السَّاعِي علَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ كَالمُجاهِدِ في سبيلِ اللَّه" وأحسبه قال: (وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يفطر) متفق عليه
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: (لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهراً أو جمعة أو ما شاء الله أحب إليَّ من حجة، وَلَطَبَقٌ بدرهم أهديه إلى أخ لي في الله أحب إليَّ من دينار أنفقه في سبيل الله).
العنصر الرابع :المسارعة في العمل التطوعي :ـ
إن دعوة الإسلام كانت دائماً إلى العمل التطوعي وفعل الخيرات ،والمسارعة إليها، حتى تكون رصيداً تسمو بالإنسان، وتصل به إلى أعلى الدرجات، لأن الشمس لا تنتظر أحداً، والزمن يمضي سريعاً، والوقت هو الفرصة الذهبية التي وهبها الله للإنسان، ليعمرها بالخير والصلاح والفلاح.
إن البطء والتثاقل والتروي والـتأني ينبغي أن يكون بعيدًا عن عمل الآخرة؛ لأن عمل الآخرة طريق صحيح، لا يحتاج إلى تأمل وتفكر، ويحتاج إلى المبادرة قبل الفوات؛ لأن كل يوم يمضي هو من الفوات، وبعد الفوات يكون الندم، والندم لا يغني عن العاقل شيئًا.
يَقُولُ رَسُولُ الهدى (ﷺ): "مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ إِلا نَدِمَ". قَالُوا: وَمَا نَدَامَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "إِنْ كَانَ مُحْسِنًا نَدِمَ أَنْ لا يَكُونَ ازْدَادَ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا نَدِمَ أَنْ لا يَكُونَ نَزَعَ". يعني تاب ورجع. أخرجه الترمذي.
فالمسارعة والمسابقة والمنافسة لهم بعض السمات الأساسية منها :ــ
1ـ المسارعة والمنافسة والمسابقة مطلب شرعي وأمر إلهي ،ووصية نبوية:ـ
قال تعالي }وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133){ [آل عمران] .
وقال تعالي}وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ(26){ [المطففين].
وقَالَ تعالى:}سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (21){ [الحديد].
وقال تعالى:}وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48){ [المائدة].
وقال تعالى:{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11)} [الواقعة].
ومن معاني تفسيرها: السابقون في الدنيا إلى فعل الخيرات والمتطوعون في خدمة الإنسان هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات.
قال السَّعْدِي: "فَمَنْ سَبَقَ في الدُّنْيا إلى الخيرات فَهُوُ السابقُ في الآخرةِ إلى الجنات، فالسابقون أعلى الْخَلْقِ دَرَجَة".
وقد ورد عن رسول الله (ﷺ) أنه قال:(اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك). رواه الحاكم في المستدرك.
إن المسارعة والمسابقة في السير إلى الله تعالى، لا مجال فيها للروية والتؤدة والأناة.
يقول النبي (ﷺ) "التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي عَمَلِ الآخِرَةِ". رواه أبو داود.
وقال وهيب بن الورد: "إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحدٌ فافعل".
وقال عمر بن عبد العزيز في حجةٍ حجها عند دفع الناس من عرفةَ: "ليس السابقُ اليومَ من سبقَ به بعيرُه، إنما السابقُ من غُفر له".
2ـ المسارعةُ والمسابقةُ في العمل التطوعي صفةٌ من صفاتِ المؤمنين الموحدين:ـ
قال تعالى }إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ(58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ(61){[المؤمنون].
وذكر الله سبب استجابته لدعاء عبده زكريا أنه كان يسارع في الخيرات فقال تعالي :}وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ(90){ [الأنبياء].
وجعل الله لهم ميراث الكتاب فقال تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ(32) } [فاطر] .
3ـ التفاضل في الجنة بحسب السبق والمسارعة :ـ
في الجنةِ تَتَفَاضَلُ الدرجات بَحَسَبِ السَّبْقِ والمسارعةِ:قال تعالي}وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ(10)أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(12){) [الواقعة].
وفي الصحيحين عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ (ﷺ) قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ" قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: "بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِالله وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ".
ومقامات الناس في الآخرة مبنية على مقاماتهم في السير إلى الله تعالى في الدنيا، وإذا كان الناس يتفاوتون في طبقاتهم في الدنيا فإن تفاوتهم سيكون في الآخرة أكبر وأوضح.
قال تعالى: }انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ(21){ [الإسراء]، يعني في الدنيا، ثم قال عن الآخرة: (وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) الإسراء
4ـ التنافسُ في العمل التطوعي وصيةٌ نَبَوِيَّة، وسُنَّةٌ مُحمدية :ـ
ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ أَتَوْا رَسُولَ الله (ﷺ) فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، فَقَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟" قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ وَلَا نُعْتِقُ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَفَلَا أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ، وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلَّا مَنْ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُمْ" قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: " تُسَبِّحُونَ وَتُكَبِّرُونَ وَتَحْمَدُونَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً".
وتَأَمَّلْ قَولَ النبيِّ (ﷺ) حَاثَّاً على المُبادَرَةِ، والمُسَارَعة كما في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ(أي التبكير) لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا".
العنصر الخامس : صور مشرقة للتنافس في العمل التطوعي :ـ
التطوع وفعل الخيرات ثقافة إنسانية إسلامية أصيلة، انتشرت وازدهرت وتطورت في كل أوقات دولة الإسلام وبلدانها عبر التاريخ الإسلامي الزاخر، تربى عليها الرعيل الأول من المؤمنين في عهد النبي (ﷺ) ، كما تربوا على صور وأنواع الخير كلها...
فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم هم من عملوا على بلورة كافة هذه الصور التي أشار إليها الحديث الشريف على أرض الواقع الإنساني، والذي لم يكن يدرك ماهية هذه الأعمال وهذه القربات، ويشك دائماً في نية من يقدمها خالصاً، فأجاد الصحابة رضوان الله عليهم وبذلوا في سبيل الله كل غالِ ونفيس، ولم يدخروا مالاً ولا أعماراً، ولا حتى الهنيهات والثواني، وكان إصرارهم على فعل الخير إصرار من يدرك حقيقة الكون ومآل الإنسان، وطبيعة رضا الملك سبحانه وتعالى وغضبه، فكان سؤال الصحابة المتكرر للنبي (ﷺ) أي الأعمال أحب إلى الله يا نبي الله؟
وكان هو (ﷺ) الدليل والموجه، وكان حثه لهم على بر الناس، والتعاون الدائم فيما بينهم، وتذليل سبل العيش الكريم، ومكافحة الفقر والجهل والمرض، من وصاياه وتعاليمه الدائمة، فكان الخير ينتشر ويحل أينما رحل أي منهم أو غدا؛ فأسروا العالم بحسن صنيعهم، ونشروا الدين والخير في كل مكان، فكانوا نعم الفرسان، ونعم من تطوعوا، ونعم من أنفقوا، ونعم من جاهدوا، كيف لا وقد كانت أكبر همومهم رضا الله تعالى، ونصرة دينه، وانتشال الإنسان من غيه وفقره الحسي والمعنوي. ..
ولم يتوقف فعلهم للخيرات عند حدود معينة، ولكنهم تنافسوا فيما بينهم منافسة شديدة، كانت جديرة بأن تنشل الإنسانية كلها من الظلمات إلى النور..
ومن صور تنافس الصحابة في فعل الخيرات من القول الكثير والكثير...
• التنافس بين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما في كل صنوف الخير:
كان الصالحون ممن قبلنا يفقهون عن الله تعالى مراده في كتابه عندما حثَّ على المسارعة في الخيرات، ففهموا أنها مسابقة حقيقية تحتاج إلى تحفز وتشمير، كما يفعل المتسابق في الطريق. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ) ذَاتَ يَوْمٍ لأَصْحَابِهِ: "أَلا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلأْلأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ، فِي مَقَامٍ أَبَدًا، فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ، فِي دُورٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ"، قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "قُولُوا: إِنْ شَاءَ اللَّهُ".رواه ابن ماجه.
إنه التشميرُ للمسابقةِ الحقيقيةِ والفرارِ إلى اللهِ تعالى، كما قال سبحانه:}فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51){) [الذاريات].
إنها المسارعة في السير إلى الله تعالى، والتي تكون عاقبتها الرضا من الله تعالى، كما قال سيدنا موسى عليه السلام }وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى(84){ [طه].
ولم يكن التنافس بين صحابة النبي (ﷺ) ، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما تنافسا عقيما، لا يحرز إلا نتائج سلبية واحتقانات بغيضة، كما نرى في عالمنا هذا اليوم، فلم يكن ذلك التنافس من أجل مال، أو منصب وزعامة، أو على دنيا أو لهو ومتاع زائل، ولكن كان ميدان التنافس هو ميدان العمل الخيري والصلاح الإنساني، الذي يرضي الله تعالى ورسوله (ﷺ) ، وكان الفيصل بينهم دائماً هو سرعة التلبية والتقرب إلى الله، وتحقيق ندائه سبحانه وتعالى في قوله الكريم: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133){ [آل عمران] .
ولقد سارع الصحابة رضوان الله عليهم ، فمنهم من سبق، ومنهم من تفوق على الإطلاق، ولكم حاول ابن الخطاب اللحاق بركب أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، والسير علي خطاه، والوصول إلى درجته في تحقيق الإنجاز التام والعلامة الفائقة، فكان من شهاداته لأبي بكر الصديق رضوان الله عليهما مقولته المشهورة وهو يبكي؛ إجلالاً لما يقوم به أبو بكر ويقدمه في سبيل الله: ( لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر).
ولكم سبق أبو بكر الصديق الصحابة جميعاً بإيثاره إنفاق المال، ليس جزءا من المال، بل المال كله، في مواقف متعددة في سبيل الله، بل وتقديم الجهد والعون والمساندة للفقراء والثكالى والأرامل، فعن الشعبي قال: لما نزلت: }إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271){ البقرة.
قال: "جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله (ﷺ) على رؤوس الناس،
وجاء أبو بكر بماله أجمع، يكاد يخفيه من نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تركت لأهلك? قال: عدة الله وعدة رسوله".
قال: يقول عمر لأبي بكر: بنفسي أنت وبأهلي أنت، ما استبقنا باب خير قط إلا سبقتنا إليه".
وعن أبي صالح الغفاري: أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء، في بعض حواشي المدينة من الليل، فيستقي لها، ويقوم بأمرها، فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت. فجاءها غير مرة كلا يسبق إليها، فرصده عمر، فإذا هو أبو بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة. فقال عمر: "أنت هو لعمري!" .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أمرنا رسول الله (ﷺ) يوماً أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً. فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك ؟؟ قال:أبقيت لهم الله ورسوله.
قلت: ( لا أسابقك إلى شيء أبداً)
وهذا الأمر يؤكد أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يتوقفوا عند نوع واحد من أنواع التطوع الخيري؛ فكانت هناك أنواع كثيرة ومتعددة من صور العطاء والتطوع الخيري، التي تصب في صالح الإنسان المسلم، وهل هناك أكبر من تطوع الصحابة في ميدان نشر الدين الإسلامي، ومحو جهالة الأرض، ودعوتها لدين الله ووحدانيته وحسن عبادته.
• عثمان بن عفان رضي الله عنه :ـ
الحديث عن ما قدمه الصحابي الجليل، وخليفة رسول الله (ﷺ) ، عثمان بن عفان رضي الله عنه للإسلام حديث كبير ومطول، ولكن حسبنا أن نعرض منه هنا لمحة؛ كان عثمان رضي الله عنه تاجراً ثرياً عندما دخل الإسلام؛ فلم يبخل ذات يوم على الإسلام ودولته وفقرائه بما منحه ربه؛ فكان جواداً مبادراً وقتما يشح المال ويعم الفقر ويفقد الرجال أموالهم، وعطاء عثمان بن عفان وجهوده للإسلام سجلها التاريخ، لتظل عنواناً مهما جرى التاريخ ومهما توالت الأيام، ولقد تخلد من هذا العطاء تجهيزه لجيش العسرة، فقد دعا النبي (ﷺ) المسلمين للتبرع والتطوع من أجل الجيش، فأعطى كل مسلم على قدر وسعه، وساهمت النسوة بما لديهن من حلي؛ ليستعين به النبي صلى الله عليه وسلم في إعداد الجيش، ولكن لم يكن كل ما تم جمعه ليجهز جيش الإسلام؛ فنظرالرسول صلى الله عليه وسلم إلى الصفوف، وقال: من يجهز هؤلاء، ويغفر الله له؟ وما كاد عثمان يسمع نداء الرسول صلى الله عليه وسلم هذا حتى سارع إلى مغفرة من الله ورضوان.
فعن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (ﷺ) حَضَّ عَلَى جَيْشِ الْعُسْرَةِ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقَالَ: مِائَةَ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَضَّ الثَّانِيَةَ، فَقَامَ عُثْمَانُ، فَقَالَ: مِائَتَيْ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ حَضَّ الثَّالِثَةَ، فَقَامَ عُثْمَانُ، فَقَالَ: ثَلاثَ مِائَةِ بَعِيرٍ بِأَحْلاسِهَا وَأَقْتَابِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ عَنِ الْمِنْبَرِ، وَهُوَ يَقُولُ: "مَا عَلَى عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا" ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا .
ولم يتوقف عثمان رضي الله عنه عند هذا الحد؛ فقد كان خير معين للفقراء والأيتام والأرامل، وجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب الغزوات، وهو من كان على يقين أن الله تعالى يزيد من ينفق في سبيله بأضعاف مضاعفة؛ فرفض في تجارته المثل بعشرة أمثال، وقدمها في سبيل الله، وقتما كان التجار يغنيهم ما هو أقل، وهو من اشتري بئر رومة، ووقفها في سبيل، فلما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة، وكان يبيع منها القربة بمُدّ. فقال رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم تبيعها بعين في الجنة؟
فقال: ليس لي يا رسول الله عين غيرها، لا أستطيع ذلك. فبلغ ذلك عثمان، فاشتراها بخمسة و ثلاثين ألف درهم، ثم أتى نبي الإسلام فقال: أتجعل لي مثل الذي جعلت له عيناً في الجنة إن اشتريتها؟ قال:(نعم)، قال: قد اشتريتها، وجعلتها للمسلمين.
وعن عبد الرحمن السلمي أن عثمان حيث حوصر أشرف عليهم، وقال: أنشدكم بالله، ولا أنشد إلا أصحاب رسول الله، ألستم تعلمون أن رسول الله قال: من حفر رومة فله الجنة فحفرتها؟ .
•الصحابيات في ميدان العمل الخيري والتطوعي:
دور المرأة في الإسلام لم يكن دوراً رمزياً؛ بل كان دوراً جوهرياً، اكتملت به مسيرة الدين نحو الرقي الذي كان يرجوه للإنسان بانتشاله من الظلمات إلى النور، ومساهمات النساء المسلمات في مهد رسالة الإسلام كانت مساهمات أصيلة، ودورهن لم يكن منقوصاً، فلقد فرض الإسلام على المرأة كما فرض على الرجل، وجعل لها مثل ما له، فتواجدن وأبلين في شتى ميادين العمل التطوعي، وكان دورهن حياً ميدانياً ومباشراً، فمثلما صلين وعبدن الله، فإنهن دفعن الزكاة، وتصدقن، وهاجرن في سبيل الله، وخضن المعارك بجوار الرجال، يضمدن جرحاتهم، ويواسينهم، ويحملن متاعهم، بل ويحملن السلاح كلما دعت الضرورة.
ورد أن الصحابية الجليلة ( أم عمارة )، نسيبة بنت كعب الأنصارية، كانت تشارك مع النبي (ﷺ) في ساحة المعارك والغزوات؛ لتسقي العطشى، وتداوي الجرحى، وتبث الحماس في نفوس المقاتلين المسلمين، وروي أنها حملت السيف، وقاتلت دفاعا عن رسول الله (ﷺ) في غزوة أحد، وقد قال عن شجاعتها (ﷺ) ( ما التفت يمينا ولا شمالا إلا ورأيتها تقاتل دوني ).
ولم تبالي أم عمارة بالآلام والجروح، وقد جرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح، وضربة سيف، كما شهدت معركة اليمامة مع خالد بن الوليد رضي الله عنه ، فقاتلت حتى قطعت يدها..
وكانت النساء تأتي بالحلي في غزوة العسرة لتجهيز الجيش..
العنصر السادس : آثار العمل التطوعي :ـ
هذه بعض الآثار الإيجابية للعمل التطوعي
1- كسب الأجر والثواب في الدنيا والآخرة.
2- حل المشاكل والمعضلات وخاصة وقت الأزمات.
3- العمل التطوعي يحقق التماسك والترابط والألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، ومعالجة النظرة العدائية أو التشاؤمية تجاه الآخرين والحياة ، والحد من النزوع إلى الفردية وتنمية الحس الاجتماعي
4- العمل التطوعي يتيح للإنسان تعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكها ، مما يعمل علي تحقيق التنمية الشاملة في جميع المجالات .
5- يسبب الراحة النفسية ويقوي الرغبة بالحياة والثقة بالمستقبل، حتى أنه يمكن استخدام العمل التطوعي لمعالجة الأفراد المصابين بالاكتئاب والضيق النفسي والملل، والاحساس بتأدية دور إيجابي في المجتمع .
6- شغل وقت الفراغ بما يعود بالفائدة والمنفعة للغير وللنفس ، فالعمل التطوعي يُثرِي الحياة، ويجعلُ المُسلمَ يطمَحُ إلى السمُوِّ بنفسِه والارتِقاء بعلمِه وعملِه للسعيِ إلى الكمال، فهو سَبَبٌ لرفعِ الهمةِ، وإثارةِ الْحَمَاسِ، حيث يَكْشِفُ عنْ معادِنِ الناسِ، وعُلُوِّ نُفُوسِهِم، وقُوَّةِ عزائِمِهم كما يُبَيِّنُ مَوَاطِنَ ضَعْفِهِم وقُصُورِهِم، ولا يَسْتَوِي في الناسِ مُبَادِرٌ إلى الخير، ومُتَبَاطِئ، ومُسَابِقٌ في الفَضْلِ، ومُتَثَاقِل؛ قال تعالى:}وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(10){ [الحديد].
7- زيادة الوعي عند كثير من الناس عن الإسلام من خلال الدعوة إلي الله تعالي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر الفضائل والقضاء علي الرذائل .
8ـ - تنمية وإثراء الحس الإيماني لدى الشباب .
9- تنمية قيمة الاحتساب والعمل ابتغاء وجه الله عز وجل .
10ـ تعويد الفرد على تحمل المسؤلية .
الخاتمة : عباد الله..
بادروا في اغتنام حياتكم قبل فنائها، وأعماركم قبل انقضائها بفعل الخيرات والاكثار من الطاعات، فإن الفرص لا تدوم، والعوارض التي تحول بين الانسان وبين العمل كثيرة وغير مأمونة.
وقال (ﷺ) "مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَقِيَ وَجْهَهُ حَرَّ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ".
يقول النبي (ﷺ) "بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتناً كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعرْض من الدُّنْيَا" [مسلم].
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المسارعين المسابقين إلى مغفرة ربنا وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .
انتهت بفضل الله ورحمته
تعليقات: (0) إضافة تعليق