الحمد لله رب المشارق والمغارب، وأشهد أن لا إله إلا الله خلق الإنسان من طين لازب، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله خير من كان لربه راكع وساجد.
العناصر:
أولًا: استثمار المال ثانيا: استثمار الوقت
ثالثًا: استثمارات متنوعة في الإسلام
الموضوع
أولًا: استثمار المال
أمر الله به وحث عليه: فقال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (التوبة 105)، وقال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك 15).
ولا شكَّ أنَّ المالَ عصبُ الحياةِ، وقوامُهَا، وقد حثَّ الشرعُ الحنيفُ على استثمارِ المالِ وتنميتِهِ؛ لتحقيقِ تقدمِ الأوطانِ ورُقيِّهَا، مِن خلالِ الاكتفاءِ الذاتِي، والاستقلالِ الاقتصادِي، وتحقيقِ التنميةِ المستدامةِ، والمتأملُ في سيرةِ نبيِّنَا (صلَّى اللهٌ عليه وسلم) يجدُ أنَّهُ عندمَا قدمَ المدينةَ المنورةَ أنشأَ سوقَ "المناخةِ"؛ ليكونَ سوقًا جديدًا قائمًا على مبادئِ الصدقِ، والأمانةِ، والسماحةِ بيعًا وشراءً، ومجالًا حيويًّا لتسويقِ ما ينتجُهُ أهلُ المدينةِ، مِمّا كانَ لهُ أثرٌ عظيمٌ في استقرارِ (المدينةِ المنورةِ) اقتصاديًّا، وتقدمِهَا حضاريًّا.
والاستثمارُ يعنِي العملَ على تنميةِ المالِ والإسهامَ في عمارِ الكونِ والحياةِ، ولهُ دورٌ مهمٌّ في تفعيلِ الطاقاتِ البشريةِ، وتوفيرِ فرصِ العملِ للشبابِ، وتدريبِ الكوادرِ المهنيةِ؛ وذلك بابٌ عظيمٌ مِن أبوابِ دفعِ عجلةِ العملِ مِن جهةٍ، وتفريجِ الكربِ مِن جهةٍ أُخرى.
المال الصالح دليل على صلاح صاحبه: عن عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ عَلَيَّ ثِيَابِي وَسِلَاحِي، ثُمَّ آتِيهِ، فَفَعَلْتُ فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَصَعَّدَ إِلَيَّ الْبَصَرَ ثُمَّ طَأْطَأَ، ثُمَّ قَالَ: «يَا عَمْرُو، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ عَلَى جَيْشٍ فَيُغْنِمُكَ اللَّهُ، وَأَرْغَبُ لَكَ رَغْبَةً مِنَ الْمَالِ صَالِحَةً» ، قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أُسْلِمْ رَغْبَةً فِي الْمَالِ، إِنَّمَا أَسْلَمْتُ رَغْبَةً فِي الْإِسْلَامِ فَأَكُونُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا عَمْرُو، نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحِ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ» ([1])
استمرارُ تداولِ المالِ: إنَّ تنميةَ المالِ وزيادتَهُ تقتضِي ضرورةَ تداولِهِ وتقلبهِ في الأسواقِ، وبالتالِي لا ينحصرُ المالُ في أيدي فئةٍ قليلةٍ مِن المجتمعِ، بل لا بدَّ مِن إشراكِ عددٍ غيرِ قليلٍ مِن أفرادِ المجتمعِ في تقلبِ المالِ المرادِ استثمارهُ امتثالًا لقولهِ جلَّ وعلا: ﴿كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾؛ ولذا حرَّمَ دينُنَا جملةً مِن الوسائلِ الاستثماريةِ الموهومةِ التي تحولُ دونَ تحقيقِ ديمومةِ تداولِ المالِ ولعلَّ مِن أبرزِهَا الاحتكارُ.
خير الكسب ما كان من عمل اليد: عَنِ المِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» ([2])
يغني المسلم عن طلب الحاجة من الغير: عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: إِنِّي أَكْثَرُ الأَنْصَارِ مَالًا، فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي، وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا، فَإِذَا حَلَّتْ، تَزَوَّجْتَهَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ؟ قَالَ: سُوقُ قَيْنُقَاعٍ، قَالَ: فَغَدَا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَأَتَى بِأَقِطٍ وَسَمْنٍ، قَالَ: ثُمَّ تَابَعَ الغُدُوَّ، فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَزَوَّجْتَ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «وَمَنْ؟»، قَالَ: امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: «كَمْ سُقْتَ؟»، قَالَ: زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ - أَوْ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ -، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ» ([3])
ومعنى: (آخى) من المؤاخاة وهي أن يتعاقد الرجلان على التناصر والمواساة حتى يصيرا كالأخوين نسبا. (هويت) أردت وأحببت. (قينقاع) قبيلة من قبائل اليهود الذين كانوا في المدينة. (الغدو) الذهاب أول النهار إلى السوق. (أثر صفرة) أثر الطيب الذي استعمله عند الزفاف. (كم سقت) كم أعطيتها مهرا. (زنة نواة) وزنها. (أولم) اصنع وليمة وهي الطعام الذي يصنع أيام العرس.
اليد العليا خير من اليد السفلى: الذي يتصدق هو الذي اجتهد وعمل واستثمر ماله فيما يرضي فأكرمه الله بالرزق والخير ففاض منه على المسلمين، ولذا فهو خير عند الله من الذي يأخذ الصدقة، فعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ». ([4])
وعلى هذا كان السلف الصالح، فقد روى أن شقيق البلخي، ذهب في رحلة تجارية، وقبل سفره ودع صديقه إبراهيم بن أدهم حيث يتوقع أن يمكث في رحلته مدة طويلة، ولكن لم يمض إلا أيام قليلة حتى عاد شقيق ورآه إبراهيم في المسجد، فقال له متعجباً: ما الذي عجّل بعودتك؟ قال شقيق: رأيت في سفري عجباً، فعدلت عن الرحلة، قال إبراهيم: خيراً ماذا رأيت؟ قال شقيق: أويت إلى مكان خرب لأستريح فيه، فوجدت به طائراً كسيحاً أعمى، وعجبت وقلت في نفسي: كيف يعيش هذا الطائر في هذا المكان النائي، وهو لا يبصر ولا يتحرك؟ ولم ألبث إلا قليلاً حتى أقبل طائر آخر يحمل له العظام في اليوم مرات حتى يكتفي، فقلت: إن الذي رزق هذا الطائر في هذا المكان قادر على أن يرزقني، وعدت من ساعتي، فقال إبراهيم: عجباً لك يا شقيق، ولماذا رضيت لنفسك أن تكون الطائر الأعمى الكسيح الذي يعيش على معونة غيره، ولم ترض أن تكون الطائر الآخر الذي يسعى على نفسه وعلى غيره من العميان والمقعدين؟ أما علمت أن اليد العليا خير من اليد السفلى؟ فقام شقيق إلى إبراهيم وقبّل يده، وقال: أنت أستاذنا يا أبا إسحاق، وعاد إلى تجارته ".
الصدقة: قال جلَّ وعلا: {من ذا الذي يُقرضُ الله قرضاً حسناً فيُضاعفهُ له أضعافاً كثيرة} [البقرة:245]
وقال سبحانه وتعالى: {إن المُصدقين والمُصدقات وأقرضوا الله قرضاً حسناًً يُضاعف لهم ولهم أجر كريم} [الحديد:18]
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى عما يثيب به المصدقين والمصدقات بأموالهم على أهل الحاجة والفقر والمسكنة، {وأقرضوا الله قرضاً حسناًً} أي دفعوه بنية خالصة ابتغاء مرضاة الله لا يريدون جزاء ممن أعطوه ولا شكوراً، ولهذا قال: {يُضاعف لهم} أي يضاعف لهم الحسنة بعشر أمثالها ويزاد على ذلك إلى سبعمائة ضعف.
استثمار المال في الصدقات الجارية: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ ، قَالَ: " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " ([5])
-قَالَ الْعُلَمَاءُ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ عَمَلَ الْمَيِّتِ يَنْقَطِعُ بِمَوْتِهِ وَيَنْقَطِعُ تَجَدُّدُ الْثوَابِ لَهُ إِلَّا فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ. لِكَوْنِهِ كَانَ سَبَبَهَا. الصَّدَقَةُ الْجَارِيَةُ وَهِيَ الْوَقْفُ ([6]).
-الوقف: هو حبس أصل المال، وتسبيل منافعه، طلباً للثواب من الله عز وجل.
ومن أمثلة الصدقات الجارية: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: " سَبْعَةٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ أَجْرَى نَهَرًا , أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ " ([7])
ترك المال بدون استثماره يضيع البركة منه: عن حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَاعَ دَارًا وَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا» ([8])
وللمستثمرِ الوطنيِّ صفاتٌ ينبغِي التحلِّي بهَا، منهَا: إيثارُهُ المصلحةَ الوطنيةَ العامةَ على المصلحةِ الشخصيةِ، والإسهامُ في بناءِ الوطنِ، مِن خلالِ التحركِ في ضوءِ أولوياتِهِ، زراعيةً كانتْ أمْ صناعيةً، وتقديمُ ما يحتاجُهُ الوطنُ منها، والعملُ على الوفاءِ بالواجبِ الكفائِي، أو الإسهامُ في الوفاءِ بهِ في مجالِ استثمارِهِ، وهو بتلك الروحِ الوطنيةِ يرجُو أجرَ النفعِ العامِّ عندَ اللهِ (عزَّ وجلًّ)، حيثٌ يقولُ الحقُّ سبحانَهٌ: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ويقولُ سبحانَهُ: { وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ }.
ومنها: تشجيعُهُ البحثَ العلميَّ بجميعِ مجالاتِهِ الإنسانيةِ، والعلميةِ، والطبيةِ، وغيرِهَا، وبخاصةٍ ما يتعلقُ بمجالِ استثمارِهِ.
وعليه دورًا اجتماعيًّا تجاهَ وطنِهِ، مِن خلالِ المساهمةِ في حلِّ المشكلاتِ التي تواجِهُ المجتمع، وقد كانَ نبيُّنَا (صلَّى اللهُ عليه وسلم) يحثُّ الأغنياءَ مِن الصحابةِ (رضي اللهُ عنهم) على تحقيقِ ذلك الدورِ الاجتماعِي، وقد تسابقَ الصحابةُ (رضي اللهُ عنهم) في هذا الميدانِ.
ثانيًا: استثمار الوقت
أقسم الله به: قال تعالى: ]وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) [ ، وقال تعالى:] وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) [ ، قال تعالى: ] وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) [
ومعروفٌ أنّ اللهَ إذا أقسمَ بشيءٍ من خلقِهِ دلَّ ذلك على أهميتِهِ وعظمتِهِ، وليلفتَ الأنظارَ إليه وينبّهَ على جليلِ منفعتِهِ.
من خصائص الوقت: أن الوقت قصير؛ لأنه ثلاثة أيام (أمس واليوم والغد)، وأنتَ لا تملك إلا يومك: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا) (لقمان:34).
- أن الوقت ينقضي سريعًا: وأكثر ما يظهر فيه قصر الوقت: أوقات الغفلات، ومثاله: سل الذين يمكثون الساعات مع النت وصفحات التواصل والفضائيات عن ذلك يجيبونك! (قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) (المؤمنون:113)، ولذلك قالوا: "الوقت كالسيف، إذا لم تقطعه قطعك".
- أن الوقت لا يعود: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون:100).
- أن الوقت أغلى مِن الذهب: (تأمل قيمة اللحظات التي دخل بها قاتل المائة نفس إلى أرض التوبة). وقال الحسن -رحمه الله-: "أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصًا على دنانيركم ودراهمكم".
الوقت نعمة كبيرة: قال تعالى: ] وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [ (الفرقان: 62)
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنه: ]نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ [ ([9])
فسلْ نفسَكَ ماذا قدمتَ من طاعاتٍ للهِ ربِّ العالمين؟ سلْ نفسَكَ قبلَ فواتِ الأوانِ فمِنَّا مَن بلغَ الستينَ والخمسينَ والأربعينَ والثلاثينَ ولم يقدمْ عملًا صالحًا يتقربُ بهِ إلى اللهِ.
فأفقْ من غفلتِكَ، وانتهزْ الفرصةَ واستثمرْ وقتَكِ بعملِ الخيراتِ والطاعاتِ بدلًا مِن أنْ تجلسَ بالساعاتِ أمامَ الأفلامِ والمسلسلاتِ والمصارعةِ والمبارياتِ.
اجلسْ كي تقرأَ جزءًا من القرآنِ اجلسْ مع أولادِكَ تعلمُهُم سنةَ النبيِّ المختارِ استثمرْ وقتَكَ في الدعوةِ إلى اللهِ، استثمرْ وقتَكَ في الإصلاحِ بين الناسِ، استثمرْ وقتَكَ في الإكثارِ مِن الصلاةِ ومن التسليمِ على سيدِ الأنامِ، استثمرْ وقتَكَ في كلِّ طاعةٍ تقربُكَ من مولَاك
وقُلْ: يا نفسُ إنّ العمرَ هو بضاعتِي إذا ضاعَ عمري ضاعَ رأسُ مالِي ولا أربحُ أبدًا
يا نَفسُ قَد أَزِفَ الرَحيلُ وَأَظَلَّكِ الخَطبُ الجَليلُ
فَتَأَهَّبي يا نَفسِ لا يَلعَب بِكِ الأَمَلُ الطَويلُ
فَلَتَنزِلِنَّ بِمَنزِلٍ يَنسى الخَليلَ بِهِ الخَليلُ
وَلَيَركَبَنَّ عَلَيكِ في هِ مِنَ الثَرى ثِقلٌ ثَقيلُ
قُرِنَ الفَناءُ بِنا فَما يَبقى العَزيزُ وَلا الذَليلُ
أمر الله بالمسابقة لفعل الطاعات: قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد21)
سرعة انتهاء الوقت: قال تعالى: ] قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ .فَتعالى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ .وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ .وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ [ (سورة المؤمنون)
فالوقت يمرُّ مرَّ السحابِ ويجرِى جرىَ الرياحِ، فالأيامُ تمرُّ، والأشهرُ تجرِى وراءَهَا تسحبُ معها السنينَ وتمرُّ خلفَهَا الأعمارُ وتُطْوَى حياةُ جيلٍ بعدَ جيلٍ، ثم بعدَهَا يقفُ الجميعُ بين يدي الكبيرِ المتعالِ وسيعلمُ الخاسرونَ الذين خسرُوا أنفسَهّم وضيعُوا أوقاتَهُم وأعمارَهُم وكأنَّهُم ما لبثُوا في هذِهِ الدنيا إلا ساعةً.
مسؤولية الانسان عن وقته يوم القيامة: عن أَبي برزة بن عبيد الأسلمي - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: ]لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أفنَاهُ؟ وَعَنْ عِلمِهِ فِيمَ فَعَلَ فيه؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفيمَ أنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسمِهِ فِيمَ أبلاهُ؟[ ([10])
قوله: «لا تزول قدما عبد» ، أي: من موقفه للحساب حتى يسأل عن عمره فيما أفناه أفي طاعة أم معصية، وعن عمله فيم عمله لوجه الله تعالى خالصًا أو رياء وسمعة.
وعن ماله من أين اكتسبه، أَمِنْ حلال أو حرام؟ وفيما أنفقه أفي البر والمعروف أو الإسراف والتبذير؟ وعن جسمه فيما أبلاه أفي طاعة الله أو معاصيه؟ .
وجوب اغتنام الوقت: فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ" ([11])
إذَا مَرَّ بِي يَوْمٌ وَلَمْ أَسْتَفِدْ هُدًى وَلَمْ أَكْتَسِبْ عِلْمًا فَمَا ذَاكَ مِنْ عُمْرِي
الحياة دقائق وثواني: نحنُ نضيعُ الأوقاتِ بالساعاتِ أمامَ الهواتفِ والأفلامِ والمبارياتِ بعيدينَ عن كتابِ ربِّنَا وسنةِ نبيِّنَا صلى اللهُ عليه وسلم ، وخاصةً أنّ الوقتَ هو الحياةُ وأنّ الوقتَ أغلى من الذهبِ والفضةِ وأغلى مِن جميعِ الأموالِ، فإنّ المالَ إذا فُقِدَ يمكنُ أنْ يعوضَ، أمّا الوقتُ إذا فُقِدَ فلا يمكنُ أنْ يعوضَ.
يقول عمر بن عبد العزيز:" إِنَّ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَعْمَلَانِ فِيكَ، فَاعْمَلْ فِيهِمَا". أي إن الليل والنهار يعملان فيك ضعفا في بدنك، وانحناء في ظهرك، وشيبا في رأسك، وضعفا في قوتك، وعشى في بصرك، وثقلا في سمعك، إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما.
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له***إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفعْ لنفسِكَ بعدَ موتكَ ذكرَهَا ***فالذكرُ للإنسانِ عُمرٌ ثاني
اغتنم في الفراغ فضل ركوع ***فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح مات من غير سقم*** ذهبت نفسه الصحيحة فلته
خير الناس وشرهم: فعن أَبِي بَكْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ، قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ"، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: "مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ" ([12])
فإذا كان الإنسان مصلياً صائماً عابداً لله سبحانه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، فطول العمر له فيه ثواب عظيم ودرجات عالية.
إِنَّا لَنَفْــــــــــــــرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْطَعُهَا *** وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَـــلِ
فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مُجْتَهِدًا *** فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالْخُسْرَانُ فِي الْعَمَلِ
العمرَ الحقيقيَّ للإنسانِ لا يقاسُ بالسنواتِ: إنّما يُقاسُ بالأعمالِ والطاعاتِ لا يقاسُ بالسنواتِ انظرْ إلى نبيّ اللهِ نوحٍ عليه السلامُ كم عاشَ؟ وما مدةُ دعوتِهِ؟ قضى ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا في الدعوةِ إلى اللهِ ومع ذلك وما آمنَ معه إلا قليلٌ.
وانظرُوا إلى عُمْرِ المصطفى محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم كم عاشَ؟ وكم عددِ سنواتِ دعوتِهِ؟ تزيدُ عن العشرينَ قليلاً جدًا، ومع ذلك قدرَ اللهُ له في هذا العمرِ القليلِ أنْ يقيمَ للإسلامِ دولةً من فتاتٍ متناثرٍ.
بل هذا هو صديقُ الأمةِ الأكبرِ في مدةِ ولايتِهِ التي لا تزيدُ على سنتينِ ونصفٍ حَوَّلَ المحنَ التي أصابتْ الأمةَ إلى منحٍ.
فقضى على فتنةِ الردةِ !! وجمعَ القرآنَ الكريمَ وَرَدَّ الأمةَ إلى منهجِ النبيِّ الكريمِ !!
وهذا فاروقُ الأمةِ عمرُ رضى اللهُ عنه في عشرِ سنواتٍ وستةِ أشهرٍ هذه الفترةُ القليلةُ التي لا تساوى في حسابِ الزمنِ شيءً ومع ذلك رُفعتْ رايةُ الإسلامِ والمسلمين في كلِّ مكانٍ في عهدِهِ.
ثالثًا: استثمارات متنوعة في الإسلام
رِبح الكثير بالعمل القليل: كل عاقل مُدرك لا يشك لحظة أن مَن يربح الكثير في الوقت القصير أفضل ممن يربح القليل في وقت طويل، ومن هِمَّته في الثرى ليس كمن همته في الثريا، ومن يأتيك بالأزهار ليس كمن يأتيك بزهرة واحدة فقط، وهذه حالنا مع النية؟! فكل عمل لا بد له من نية عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ]إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى[ ([13]) ولكن هناك من يعمل العمل، ويستحضر عددًا من النوايا، فتضاعف له الأجور، ويجمع أكبر قدر من الحسنات بوقت قصير وعمل واحد، وهناك من يستحضر في العمل نية واحدة، فلا يكون له إلا أجر هذه النية، وشتان بينهما.
قال الغزالي في إحياء علوم الدين: الطَّاعَاتُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنِّيَّاتِ فِي أَصْلِ صِحَّتِهَا، وَفِي تَضَاعُفِ فَضْلِهَا أَمَّا الْأَصْلُ، فَهُوَ أَنْ يَنْوِيَ بِهَا عِبَادَةَ اللَّهِ تَعَالَى لَا غَيْرُ، فَإِنْ نَوَى الرِّيَاءَ صَارَتْ مَعْصِيَةً وَأَمَّا تَضَاعُفُ الْفَضْلِ، فَبِكَثْرَةِ النِّيَّاتِ الْحَسَنَةِ، فَإِنَّ الطَّاعَةَ الْوَاحِدَةَ يُمْكِنُ أَنْ يَنْوِيَ بِهَا خَيْرَاتٍ كَثِيرَةً، فَيَكُونُ لَهُ بِكُلِّ نِيَّةٍ ثَوَابٌ؛ إِذْ كل واحدة منها حسنة، ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها؛ كما ورد به الخبر.
كمن عاد مريضًا يستطيع أن يستحضر أكثرَ من نيَّة في هذا العمل، فينوي عيادة المريض، وينوي إدخال السرور على مسلم، وينوي إطعام الطعام إن كان يأخذ معه شيء من الحلوى، ونية التبسم في وجه أخيه، وينوي الصلة إن كان من الأرحام، وينوي الدعوة إلى الله إن كان يذكِّره بالله وبأجر الصبر وحسن الظن بالله.
ذكر الله: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عِدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ " ([14])
التوبة: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: «إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» ([15])
عمارة بيوت الله: قال الله سبحانه وتعالى: {في بُيُوتٍ أذن اللهُ أن تُرفعَ ويُذكَرَ فيها اسمُهُ يُسبحُ لهُ فيها بالغُدُو والأصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذِكِر الله وإقامِ الصلاة وإيتاءِ الزكاة يخافون يوماً تتقلبُ فيه القلوب والأبصار * ليجزيهم اللهُ أحسَنَ ما عملوا ويزيدهم من فضلِهِ واللهُ يرزقُ من يشاءُ بغير حساب} [النور/36-38]
نفع الناس: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد، (يعني مسجد المدينة) شهرا ومن كف غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه ([16])
فتبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة.
وأفضلُ الناسِ ما بينَ الورى رجلٌ *** تُقضَى على يدهِ للناسِ حاجاتُ
لا تمنعنَّ يدَ المعروفِ عن أحدٍ *** ما دمتَ مقتدرًا فالعيشُ جناتُ
قد ماتَ قومٌ وما ماتتْ مكارمُهُم *** وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ
الإصلاح بين الناس: أمر مهم أيضا يجب ألا نغفل عنه، و هو إصلاح ذات البين، فلابد أن يسعى كل واحد منا ـ بقدر استطاعته ـ للإصلاح بين المتخاصمين، ولا يكتفي بأن يقف موقف المتفرج و كأن الأمر لا يعنيه طالما أنه ليس طرفا فيه، فالمؤمنون إخوة، و هم كالجسد الواحد، إن اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى و السهر، و طوبى لمن جعله الله مفتاح خير و إصلاح بين الناس، فبهذا تشيع المحبة والرحمة و السكينــة و المــودة في الأســـر و المجتمعات، و بهذا يتغير حالنا الذي نحن عليه الآن، و نصبح أقوى و أقرب إلى الله تعالى وإلى تحقيق العزة و النصر .
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جمع وترتيب الشيخ أحمد أبو عيد
[1])) الأدب المفرد (صحيح)
[2])) صحيح البخاري
[3])) صحيح البخاري
[4])) صحيح البخاري
[5])) صحيح مسلم
[6])) شرح النووى(11/85)
[7])) صحيح الجامع
[8])) سنن ابن ماجه (حسن)
[9])) صحيح البخاري
[10])) رواه الترمذي (حسن)
[11])) رواه الترمذي (صحيح)
[12])) رواه الترمذي (حسن)
[13])) صحيح البخاري
[14])) متفق عليه
[15])) متفق عليه
[16])) السلسلة الصحيحة
تعليقات: (0) إضافة تعليق