الحمد
لله رب العالمين
الحمد
لله الذي وسع كل شيء رحمة وعلما، واتصف بالعفو في علاه رأفة منه وحلما، أمر عباده الأتقياء
بالأمانة والوفاء، فتنزهوا عن الخيانة ونقض العهد لأنهما سبيل الأشقياء…
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله، أَوْفَى الخَلْق بالوعود والذمم، وأشكرهم للإحسان والنِّعَم،
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم. والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين!
وبعد:...............
يقول
الله تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى
سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴾
#عبادالله:
اعلموا
جيدا انه في زمننا هذا ابتعد كثير من الناس عن أخلاقيات ديننا الكريم، ففَصَلوا بين
الجانب العمَلِي والجانب النظري، والإسلام قولٌ وعمل، فلا بُدَّ مِن الأخْذ بالاثنين
معًا، ولا ينفعُ الانتماءُ للإسلام قولاً فقط، بل لا بد من عمِلٍ يُبرهِن على إيمان
المرء بربه - جلَّ وعلا - فالإيمان اعتقاد بالقلب، وقول باللِّسان، وعمَل بالأركان.
ولقد
وصَّانا ربُّنا - تبارك وتعالى - في مطْلَعِ سورةٍ كُبرى مِن السور الطوال؛ فقال الحق
- جلَّ وعلا - في مستَهَلِّ سورة المائدة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا
◀الوفاء
له قيمة إنسانية وأخلاقية كبيرة؛ فهو يضع دعائم الثقة بين الناس، ويؤكد أواصر التعاون
في المجتمع،
◀الوفاء:
أخو الصدق والعدل، والغَدْر: أخو الكذب والجَور؛
◀الوفاء:
صدق اللسان والفعل معًا، والغدر كذبٌ بهما؛ لأن فيه مع الكذب نقضًا للعهد،
◀والوفاء
يختص بالإنسان؛ فمن فُقد فيه الوفاءُ فقد انسلخ من الإنسانية،
وقد
جعل الله تعالى العهد من الإيمان، وصيَّره قوامًا لأمور الناس؛
فالناس
مضطرون إلى التعاون، ولا يتم تعاونهم إلا بمراعاة العهد والوفاء به،
ولولا
ذلك لتنافرت القلوب، وارتفع التعايش؛ولذلك عظَّم الله تعالى أمره فقال: وَأَوْفُوا
بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
◀الوفاء
من صفات الله تعالى:قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ
عَهْدَهُ
◀الوفاء
وصيةُ رب العالمين: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا
◀الوفاء
سبيل الحسنات:وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا
عَظِيمًا
◀الوفاء
من صفات الأنبياء: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى
◀الوفاء
مِن صفات المؤمنين:مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ
◀نبيُّنا
صلى الله عليه وسلم هو القدوة في الوفاء:
قبل
غزوة "بدر" يخبره حذيفة بن اليمان، والحديث في "صحيح مسلم": أن
كفَّار "قريش" قد أخذوه قبل أن يدخل المدينة هو وأبا حُسَيل، فقالوا إنكم
تريدون محمدًا، قلنا: ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عَهْد الله وميثاقه لننصرفَنَّ
إلى المدينة ولا نقاتل معك يا رسول الله.
فماذا
قال لهما صاحب الوفاء يا تُرى؟
ماذا
قال لهما مَن بعثه الله ليتممَ به مكارم الأخلاق؟
ومع
أنه كان في أشد الحاجة إلى الرجال ليقاتلوا معه ضد المشركين، المشركين الذين أخرجوه
من مكة، الذين سفكوا دماء المسلمين واستحلوا أموالهم، وعذبوهم أشد العذاب، وبالرغم
من كلِّ هذا، قال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((انصرفَا نَفِي لهم بعَهْدِهم،
ونستعين الله عليهم)).
إن
كان هذا هو وفاء المسلمين للمشركين، بل للمشركين المحاربين وفي الحرب نفسها، فكيف يكون
وفاءُ المسلمين للمسلمين؟!
◀كم
من الناس مَن يتكلَّم، وكم من الناس مَن يَعِد، وكم من عهودٍ مسموعة ومرئيَّة ومنقولة!
ولكن أين صدق الوعود؟! وأين الوفاء بالعهود؟!
كم
من المسلمين في دنيا اليوم من يحدِّث وهو كاذب!
وكم
من المسلمين من يَعِد وهو خائن!
وكم
أعطى من الوعود والعهود وبعدها غدر بأصحابها!
فأين
الوفاء بالعهد؟!
عَنِ
النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: " كَبُرَتْ خِيَانَةً أَنْ تُحَدِّثَ أَخَاكَ حَدِيثًا هُوَ لَكَ مُصَدِّقٌ
، وَأَنْتَ لَهُ كَاذِبٌ " .أخرجه البخاري في " الأدب المفرد "
◀الوفاء
بالعهد مع غير المسلمين:أوصانا الإسلام برعاية حقوق غير المسلمين المقيمين في ديار
الإسلام، مع حفظ حقوقهم كاملة، وفي مقدمتها الأمان لهم، وحرم الإسلامُ الاعتداء على
أعراضهم وممتلكاتهم، وأماكن عبادتهم.
يقول
الله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ .
روى
البخاريُّ عن عبدالله بن عمرٍو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((مَن قتَل معاهَدًا، لم يَرَحْ رائحة الجنة، وإن ريحَها توجد من مسيرة أربعين عامًا))؛
قال
ابن حجر العسقلاني: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن قتَل معاهَدًا)): المراد به
مَن له عهد مع المسلمين، سواء كان بعقد جزيةٍ، أو هدنةٍ من سلطانٍ، أو أمانٍ من مسلمٍ؛
(فتح الباري لابن حجر العسقلاني
◀ومِن
عجائبِ الوفاءِ ما ذكره صاحب كتاب المستطرف:
كان
النعمان بن المنذر قد جعَل له يومين؛ يوم بؤس: مَن صادفه فيه قتَله، ويوم نعيم مَن
لقِيَه فيه أحسَن إليه وأغناه، وكان رجلٌ مِن قبيلة طيئ قد خرج ليأتي بطعام لأولاده
الصغار، فبينما هو كذلك إذ صادَفه النعمانُ في يوم بؤسِه، فلما رآه الطائيُّ علِم أنه
مقتولٌ، فقال: حيَّا اللهُ الملِك، إن لي صبيةً صغارًا وأهلًا جياعًا، وقد أرَقْتُ
ماءَ وجهي في حصول شيء لهم، وقد أقدمني سوءُ الحظِّ على الملِك في هذا اليوم العَبُوس،
وقد قرُبْتُ مِن مقرِّ الصبية والأهل، وهم على شفَا تلَفٍ مِن الجوع، ولن يتفاوت الحالَ
في قتلي بين أول النهار وآخرِه، فإن رأى الملكُ أن يأذَنَ لي في أن أُوصِل إليهم هذا
القوتَ، وأوصي بهم أهلَ المروءة مِن الحي؛ لئلا يهلِكوا ضياعًا، ثم أعود إلى الملِك
وأُسلِّم نفسي لنفاذِ أمره، فلما سمع النعمانُ صورةَ مقاله، وفهِم حقيقة حاله، ورأى
تلهُّفَه على ضَياعِ أطفاله، رقَّ له، ورثى لحاله، غيرَ أنه قال له: لا آذَنُ لك حتى
يضمَنَك رجلٌ معنا، فإن لم ترجِعْ قتلناه، وكان شريكُ بن عدي بن شرحبيل نديمَ (أي:
صديق) النُّعمان معه، فالتفت الطائيُّ إلى شريكٍ، وقال له، فقال شريك بن عدي: أصلَح
اللهُ الملِك، عليَّ ضمانه، فمرَّ الطائيُّ مسرعًا، وصار النعمان يقول لشريك: إن صدرَ
النهار قد ولَّى ولم يرجِعْ، وشريك يقول: ليس للملِك عليَّ سبيلٌ حتى يأتيَ المساء،فلما
قرُب المساءُ، قال النعمان لشريك: قد جاء وقتُك، قُمْ فتأهَّبْ للقتل، فقال شريك: هذا
شخصٌ قد ظهَر مقبلًا، وأرجو أن يكونَ الطائيَّ، فإن لم يكُنْ، فأمرُ الملِك ممتثَلٌ،
قال: فبينما هم كذلك وإذا بالطائي قد اشتدَّ عَدْوُه في سيره مسرعًا حتى وصَل، فقال:
خشيتُ أن ينقضيَ النهارُ قبل وصولي، ثم وقف قائمًا وقال: أيها الملكُ، مُرْ بأمرِك،
فأطرق النعمانُ ثم رفع رأسه، وقال: واللهِ، ما رأيتُ أعجبَ منكما، أما أنت يا طائيُّ،
فما تركتَ لأحدٍ في الوفاءِ مقامًا يقوم فيه، ولا ذكرًا يفتخر به، وأما أنت يا شريكُ،
فما تركتَ لكريمٍ سماحةً يُذكَر بها في الكرماء، فلا أكون أنا أَلْأَمَ الثلاثة، ألا
وإني قد رفعتُ يومَ بؤسي عن الناس، ونقضتُ عادتي؛ كرامةً لوفاء الطائيِّ، وكرمِ شريك،
فقال له النعمان: ما حمَلك على الوفاءِ وفيه إتلافُ نفسِك؟ فقال: دِيني، فمَن لا وفاءَ
فيه لا دِينَ له،فأحسَن إليه النعمان، وأجزَل له العطاء بما أغناه، وأعاده مكرمًا إلى
أهله، وأناله ما تمنَّاه؛
#ايهاالاخوة:
الناس
حيالَ الوعد أو العهد أنواع،
النوع
الأول
من
إذا وعد أو عاهد في نيته أن يوفِّي بوعده أو بعهده، فهذا صادق عند الله، وصادقٌ عند
الناس،
هناك
صنف آخر
حينما
وعد، أو حينما عاهد كان في نيته أن ينفِّذ ما وعد أو عاهد، و لكن بعد مضيِّ الزمن تبدَّلت
أحوالُه و ضعفت عزيمتُه و لانت إرادتُه، فحينما جاء وقتُ التنفيذ أراد ألا ينفِّذ،
أو ضعفت إرادتُه عن التنفيذ، هذا ليس كذبا، ولكنه نقضٌ للوعد، أو العهد، أو نكث به،
الحالة الأولى حالة الكذب، لكن الحالة الثانية حالة النقض أو النكث، لذلك جاء قوله
تعالى:
﴿وَقُلْ
رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾
وهناك
حالة ثالثة
الإنسانُ
يعد أو يعاهد وفي نيته الأكيدة أن يفيَ بما وعد به، أو بما عاهد عليه، ولكن ظروفا طارئةً
ووضعا صعبا يحول بينه وبين تنفيذ ما وعد، أو ما عاهد، فهذا الصنف الثالث معذور عند
الله جل وعلا، و الله وحده يعلم ما إذا كان صادقا في اعتذاره، أو ما إذا كانت الظروفُ
التي حالت بينه و بين تنفيذ عهده ووعده حقيقية أو مفتعلةً، هذا أمره إلى الله، فهناك
الصادق وهناك الكاذب، و هناك الموفِّي وهناك الناكث، وهناك المعذور، وهناك من يدَّعي
العذر،
و هناك
نوع رابع
بعد
أن عاهد، أو بعد أن وعد وعدا قاطعا، وبعد أن عاهد، ووثَّق عهدَه بدا له أن الخير في
خلاف ما وعد، أو في خلاف ما عاهد،حينما ترى إخلاف الوعد خيرا من إتمامه، و لمصلحة راجحة
مؤيَّدة بالكتاب والسنة لا عليك أن تخلف الوعد، لأن النبيَّ عليه الصلاة و السلام في
ما رواه الإمام البخاري ومسلم عَنْ زَهْدَمٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ
قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ
الْأَشْعَرِيِّينَ فَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ فَاسْتَحْمَلْنَاهُ فَحَلَفَ أَنْ
لَا يَحْمِلَنَا ثُمَّ قَالَ:
((وَاللَّهِ
إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا
إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا))
[رواه
البخاري] وقال العلماء: هذا لا ينطبق على العهود الدولية، ولا ينطبق على الحقوق المالية،
لو أنك وعدت إنسانا بمبلغ من المال نظير شيء قدَّمه لك، إخلاف الوعد و العهد لمصلحة
دينية راجحة لا ينطبق على العهود الدولية، ولا على الحقوق المادية لآحاد المسلمين،
هذا ليس من هذا القبيل.
و أما
الحالة الخامسة
فقد
ينسى الإنسان ما وعد به أو ما عاهد عليه، و عندئذ ينطبق حكمُ ذلك على حكم النسيان بشكل
عام، حيث رُفع عن أمَّة النبي صلى الله عليه وسلم الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه.
◀حقا
ما
أحوجنا إلى تاجر وَفِيٍّ،
وصانع
وفِيّ،
ومعلم
وفِيّ،
ومسؤول
وفِيّ؛
كي
ترجع لنا مكانتُنا بين الأمم، وكي يعود لنا عزُّنا وشرفُنا.
بل
ما أحوجنا إلى زوج وفى
عند
البخارى عن عائشه رضى الله عنها
بعد
مرور 14 عام من الوفاه
وبالتحديد
فى فتح مكة وقريش تنتظر ماذا سيقرر فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - اذ بامراة
عجوز تستوقف النبى صلى الله عليه وسلم - فيفرد لها النبى عبائته ويجلسها ويتحدث معها
- رغم جدية الامر وجلال الحدث وعظم الموقف
وامنا
عائشة رضى الله عنها تراقب وتتسائل..
من
هذه المرأة؟ ولماذا استوقفت النبى؟ ولماذا ينصت لها ويحادثها؟
ثم
افصحت قائلة : من هذه يا رسول الله؟
وتكون
المفاجأه : فيقول
انها
صاحبة خديجه
فقالت
السيدة عائشة: فيم كنتم تتحدثون يا رسول الله؟
فقال:'
كنا نتذكر الأيام الخوالي' ويقصد النبي الأيام الجميلة مع خديجة
(فغارت
السيدة عائشة) وقالت: أما زلت تذكر هذه العجوز، وقد واراها التراب، وقد أبدلك الله
من هي خير منها،
فقال
النبي صلى الله عليه وسلم:' لا والله ما أبدلني من هي خير منها، واستني حين منعني الناس،
آمنت بي حين كذبني الناس.صدقتنى حين كذبنى الناس
فيبدو
ان امنا عائشه أحست انها أغضبت النبى صلى الله عليه وسلم فقالت له:استغفر لى يا رسول
الله
فقال
: استغفرى لخديجة حتى استغفر لك
انها
قصة حب عنوانها الاخلاص والوفاء
◀واما
عدم الوفاء وهو نقض العهد:
بمعنى
عدم الوفاء بما أعلن الإنسان الالتزام به، أو قطعه على نفسه، من عهدٍ أو ميثاق، سواء
فيما بينه وبين الله تعالى، أو فيما بينه وبين الناس؛ فهو من الكبائر.
قال
تعالى عن الفاسقين: ﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ
وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ
هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾
◀روى
الشيخانِ عن عبدالله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعٌ من
كنَّ فيه، كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصلة (صفة) منهن، كانت فيه خَصلة مِن
النفاق حتى يدَعَها (يتركها): إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهد غدَر (ترك
الوفاء بالعهد)، وإذا خاصَم فجَر))؛
◀وعند
البخاري عن عبدالله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الغادرَ يُنصَب
له لواءٌ يوم القيامة، فيقال: هذه غَدْرَةُ فلانِ بن فلانٍ))؛
واخطر
من ذلك كله ما رواه أحمد عن أنس بن مالكٍ قال: ما خطبنا نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم
إلا قال: ((لا إيمانَ لمن لا أمانة له، ولا دِينَ لمن لا عهد له))؛
حديث
صحيح صححه الألباني .
◀فالوفاء
بالعهد
من
علامات الصادقين المتَّقين، ومن صفات الأنبياء، وهو خُلق ملازم لأهل الجنة في حياتهم
الدنيا؛ إذ كيف يطمع في الجنة وصحبة الأنبياء والصادقين والمتقين مَن لم يتخلَّق بهذا
الخلق؟! فليت المسلمين اليوم يتخلَّقون بهذا؛ كي يفوزوا بخير الدنيا والآخرة.
#لكن
ماذا
لو علمت الجاهلية الأولى بما يجري في الجاهلية الحديثة ؟؟!
لا
تستعجب من العنوان فبالرغم من أن الدين الاسلامي يدعو الى مكارم الاخلاق بالرغم من
المواثيق الدولية والدساتير التى تدعو الى الاخلاق وعدم الكذب، ولكن نلقي الضوء على
اخلاق الكفار هؤلاء الكفرة الخالدين فى النار!!!
كفار
قريش لما أخدوا من كل قبيلة رجل وراحوا عشان يقتلوا النبي، فضلوا واقفين علي باب بيته
طول الليل مستنينه يخرج لصلاة الفجر، رغم إنهم كانوا قادرين يقتحموا البيت من أول لحظة
ويهدموه علي رأس كل اللي فيه كما يحلو للكثيرين ويحدث الان للكثير من اهالينا وأخواتنا
بسوريا ولبنان وفلسطين والعراق .
ولما
واحد فيهم حاول يقترح الفكرة مجرد اقتراح، رد عليه أبو جهل بكل عنف: (وتقول العرب أنا
تسورنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد!!؟).
كفار
قريش كان عندهم الحد الأدني من النخوة والرجولة، كانوا عارفين إن البيت فيه نساء، يبقي
ما ينفعش نقتحمه، ما ينفعش نكشف سترهم، أو ننتهك خصوصيتهم عفوا هذه اخلاق قريش لا تنظرو
لما يحدث الان بالشوارع لبناتنا من تحرش او خلافه من عدم ستر للعورات .
حتي
أبو جهل لما اتعصب، وضرب أسماء بنت أبي بكر بالقلم علي وشها، فضل يترجاها ويقولها:
(خبئيها عني، خبئيها عني)، ما تقوليش لحد الله يخليكي. اللي حكت الحكاية دي أسماء بنت
أبي بكر بنفسها، فضلت فاكرة إنه اتهز واترعب لما بدأ يفوق من الجريمة اللي عملها .
هذا ابو لهب لا علاقة له برياضة ضرب النساء التي يمارسها العديد من بني الرجال الان
.
أبو
سفيان لما كان كافر، خرج مع قافلة من قريش في أرض الروم، فاستدعاهم هرقل ملك الروم
عشان يسألهم عن محمد. سألهم: هل تتهمونه بالكذب؟ هل يغدر؟ هل يقتل؟
أبو
سفيان يقول (فوالله، لولا الحياء أن يأثروا علي الكذب لكذبته). يعني رفض يشتم النبي
عشان خاف لما يرجعوا مكة يتقال إن أبو سفيان كذب. أبو سفيان كذب يا جماعة. خاف علي
سمعته وهوا كافر!!!
العظمة
في المجتمع،
أبو
جهل مكنش هيخاف إلا لو كان عارف إن المجتمع هيرفض اللي عمله، ما اقتحموش علي النبي
بيته لأنهم كانوا عارفين موقف المجتمع، أبو سفيان خاف لو رجع تتمسك عليه ذلة إنه كذب
لأنه عارف إن المجتمع هينبذه ويرفضه.
المجتمع
الجاهلي الكافر كان عنده أخلاق يا جماعة، كان عنده دم وإنسانية، وصلنا للمرحلة اللي
نفسنا نوصل فيها لأخلاق وإنسانية ورجولة وشهامة الكفار!!!
أبو
جهل خاف علي بنت أبو بكر صديق عدوه اللدود اللي بيدور عليه عشان يقتله!!!.
نحن
اليوم وصلنا لكم رهيب من التدني فى الاخلاق وما نحن عليه اليوم من انتهاك لحرمات بعضنا
البعض من استصغار الكبائر،
من
ان الموت والقتل شي عادي،
الغدر
والخيانة شىء عادى
بل
اصبح المشهد الاكثر تداولا وترحيبا بهذا الزمن العجيب، ابطال الاسفاف والعنف هم الاكثر
نجاحا وثراء بعنفهم ( السبكي ) يشهد ويقول .....
طب
ايه ؟؟؟؟ الكفار طلعو احسن مننا ولا اييييييييييه .
هنرجع
اخلاقنا امتا وازاي ؟؟؟
#ايهاالاخوة:
قليل
الكلام خير من كثيره
العهود
ثلاثه
◀عهد
بينك وبين الله
قال
الله تعالى: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ
فهل
خنتم العهد ام وفيتم؟
◀وعهد
بينك وبين الناس
ففى
الصحيحين آية المنافق ثلاث وذكر منها: إذا وعد أخلف...
قال
النووي: أجمعوا على أن من وعد إنساناً شيئاً ليس بمنهي عنه فينبغي أن يفي بوعده،وكان
ابن مسعود لا يعد وعداً إلا ويقول إن شاء الله تعالى،
◀وعهد
بينك وبين نفسك
أجمل
العهود عهد تقطعه بينك وبين نفسك يقويك ويشد عزمك
بالصدق
والاستقامه وعدم المراوغه
واخيرا
ليس
لإخلاف الوعد كفارة إلا التوبة،
اسال
الله ان يوفقنى واياكم لما يحب ويرضى
أقول
قولي هذا، وأستغفر الله لى ولكم
والتائب
من الذنب كمن لا ذنب له .............!
==========================
🔻 الخطبة
الثانية 🔻
الحمد
لله حمدا كثيرا كما امر
والصلاة
والسلام على محمد سيد البشر
الشفيع
المشفع فى المحشر
صلى
الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر
فقد
قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما; تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم
وتعظيما;
إِنَّ
اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ...
اللهم
صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ...
وبعد:
═◄ثمرة
هذه الخطبة تتمثل فى ذالكم الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: غاب عمي أنس
بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين لئن أشهدني
الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال: اللهم
أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين
- ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ الجنة، ورب الكعبة إني أجد ريحها
من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما أصنع، قال أنس: فوجدنا به بضعاً وثمانين
ضربة بالسيف وطعنة برمح أو رمية بسهم، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون فما عرفه أحد
إلا أخته ببنانه قال أنس كنا نرى أو نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾
تعليقات: (0) إضافة تعليق