الحمد لله رب العالمين أكرم الإنسان وأعلى شأنه في هذه الأكوان، وجعله موضع الخلافة الإلهية عن حضرة الرحمن من زينه العقل الكامل الذي يفقه به عن الله ويتعامل به مع بني الإنسان.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل للإنسان عمراً معدوداً ونفساً محدوداً، فإذا جاء أجله في الدنيا رُدَّ إلى الخالق المعبود، فيحاسبه على كل ما جنت يداه ويمنحه المكافأة العلية إن هو قضى عمره في طاعة الله، ويجعل عقابه وجزاءه النار وبئس القرار إن شقي في معصية الله جلَّ في عُلاه.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، إمام الأنبياء والمرسلين وسيد التقاة وأهل السعادة في الدنيا والشفيع الأعظم لهم يوم الدين.
اللهم صلى وبارك على سيدنا محمد وآله الغُر الميامين وصحابته المباركين وكل من تبعه على هذا الهُدى والفلاح إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين ـ آمين آمين يا رب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
إن الله تعالت قدرته وتسامت حكمته لم يترك لنا شاردة ولا واردة إلا وبينها بياناً شافياً كافياً في كتاب الله، وبينها بياناً وافياً عملياً فيما عمله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
وذكرنا الله عزَّ وجلَّ أن أغلى شيءٍ عندنا في هذه الدنيا ليس المال، لأن المال لو كان غالياً ما أعطاه الله للكافرين والمشركين، وليس الجاه لأنه لا يدوم لأهله وإنما ينقطع عنه أو ينقطع عنهم إذا جاء الأجل المعدود والوقت المحدود.
وليس الأولاد لأن من الأموال والأولاد ما هو فتنة للمرء في دنياه وما هو همٌ وعبءٌ عليه إذا تعرض للحساب عليه يوم لقاء الله جلَّ في عُلاه:
"أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ" (28النفال).
أغلى شيءٌ عند الإنسان قدَّره له الرحمن هو وقته هو عمره الذي قدره له الله عزَّ وجلَّ في الدنيا، والعمر لا يُحسب عند الله كما نحسبه بالسنين ولا بالشهور ولا بالأيام، لأن الشهور التي نعد بها والسنين التي نحسب بها فمعناها نحن مع دورة الفلك، وإنما الله عزَّ وجلَّ يعُد أعمارنا وأوقاتنا بأنفاسنا التي تدخل وتخرج في صدورنا، نفسٌ يخرج وربما لا يعود، ونفسٌ يدخل وربما لا يخرج.
هذه الأنفاس هي أغلى شيءٌ عند الإنسان في دنيا الناس جعله له رب الناس عزَّ وجلَّ.
أما أيام الله عزَّ وجلَّ فليست كأيامنا:
"وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ" (47الحج).
والإنسان محاسب عن كل نفسٍ وسيُسأل عنه، إن نزلت عليه نعمة في هذا النفس يحاسب هل شكر الله عزَّ وجلَّ عليها؟
وهل أطاع الله عزَّ وجلَّ بهذه النعمة؟
وإن أساء استخدامها وقضاها فيما يغضب الله كان الحساب عسيراً يوم يلقى مولاه، وهناك يقول كما قال الله:
"يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ" (56الزمر).
فالمؤمن الكيِّس الفطن هو الذي يحصى أنفاسه ولا ينفقها إلا في طاعة الله أو فيما يُرضى الله جلَّ في عُلاه حتى يكون من السعداء الفائزين يوم لقاء الله جلَّ في عُلاه، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلَّم تقسيماً للوقت للعقلاء والفقهاء والنبهاء، أخده من صحف إبراهيم إمام الرسل والأنبياء وأبو الأنبياء والمرسلين أجمعين.
ينبغي علينا أن نعرفه ونتدبره وأن نقف عنده وأن نسير عليه، حتى ننال من الله عزَّ وجلَّ السعادة العُظمى والفوز بالمنزلة الهنيئة يوم التقرب والتذلل إليه، قال صلى الله عليه وسلَّم عندما سُئل عن صحف إبراهيم؟
قال: كان كلها مواعظ وأمثال وعبر، ثم ذكر مثلاً لنا لأنه يتناسب معنا أجمعين إلى يوم الدين، فقال صلى الله عليه وسلَّم وكان مما فيها:
[على العاقل أن يقسِّم وقته أربع أوقات: وقتٌ يناجى فيه ربه، ووقتٌ يحاسب فيه نفسه، ووقتٌ لمعاشه، ووقتٌ لأهله وأولاده](1)
تقسيمٌ عظيمٌ كريمٌ اختاره الرؤف الرحيم وقد سار عليه سيدنا إبراهيم ومن بعده من أنبياء الله ورسله أجمعين، ينبغي أن تُقسِّم يا أخي المؤمن على هذا التقسيم النبوي.
وقتٌ يناجى فيه ربه:
سواء في عبادة الله، أو في تلاوة لكتاب الله، أو ترداد ذكر الله، أو بالإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد والتقديس والتكبير لله، أو بالإكثار من الصلاة والتسليم على رسول الله، أو بالاستغفار لله عزَّ وجلَّ.
وهذا وقتٌ جامع ينبغي أن يكون جُلَّ وقت المؤمن له
ويكفى في ذلك قول الحبيب صلى الله عليه وسلَّم عندما قال له قائل:
يا رسول الله إن شُعب الإسلام قد كثرت علىَّ فدلني على شيءٍ واحدٍ أتشبَّث به ويكون فيه النجاة؟
فقال صلى الله عليه وسلَّم:
(لا يزال لسانك رطباً بذكر الله عزَّ وجلَّ)(رواه الترمذي عن عبد الله بن بسر)
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا" (41الأحزاب).
وكلمة كثيراً من الله لا حدَّ لها ولا عدَّ لها، وكيف نذكر؟
"يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ" (191آل عمران).
ويقول سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
[كل شيءٍ فرضه الله عزَّ وجلَّ جعل لهم عُذراً إذا تخلفوا عنه إلا ذكر الله عزَّ وجلَّ، فليس للمؤمن عُذراً لتركه].
لأنه يجوز الذكر على وضوءٍ وعلى غير وضوءٍ، بل يجوز الذكر على الجنابة، فالجنابة لا تمنع من ذكر الله، ولكنها تمنع من تلاوة كتاب الله وتمنع من الصلاة، ولكنها لا تمنع من ذكر الله عزَّ وجلَّ، فليس هناك مانعٌ يمنع الإنسان نم ذكر الله عزَّ وجلَّ.
كان سيدنا عمر رضي الله عنه يُؤتى له بالطعام جافاً فيغيب في مضغه وأكله، فجيء له يوماً بهذا الطعام وقد ثردوه أي ثريد فأكله بسرعة فقال لخادمه:
[يا بني لا تأتني بطعامٍ بعد اليوم إلا ثريداً، قال: ولم يا أمير المؤمنين؟ قال: بين أكلى الثريد وأكلي الخبز الجاف خمسون تسبيحه، أنا أولى بها وأحق بها عند الله عزَّ وجلَّ].
الوقت الثاني: وقتٌ يحاسب فيه نفسه:
ينبغي على المؤمن الكيِّس الفطن أن يكون له وقتٌ يحاسب فيه نفسه، قد يكون هذا الوقت عند المساء، فقد كان أصحاب النبي على درجات، منهم من يحاسب نفسه قبل غروب الشمس، يجلس في بيت الله أو في بيته يحاسب نفسه على ما فعل وقدَّم في هذا اليوم، فما وجده من خيرٍ شكر الله عليه، وما وجده من شرٍّ أو سوءٍ استغفر الله عزَّ وجلَّ منه.
ومنهم من كان يجعله عند الاضطجاع للنوم، ومنهم من زاد على ذلك فكان يقدِّم كشف حسابٍ بينه وبين ربه، قبل كل فريضة يتوجه بها إلى الله، فيحاسب نفسه بين الفريضة والفريضة حتى يدخل يناجى الله وقد شكر الله على ماقدَّم من معروفٍ لنفسه ولخلق الله، واستغفر الله عزَّ وجلَّ من كل شرٍّ وضُرٍّ لما جنته يداه.
ومنهم من كان يحاسب نفسه في كل نفسٍ من أنفاسه فلا يخرج منه قولٌ ولا عملٌ ولا نية إلا بعد أن يُدقِّق الحساب في هذه الأعمال وهذه النوايا حتى يكون على الدوام مستعداً للقاء الواحد الأحد الملك العلام عزَّ وجلَّ.
أقلهم من كان يحاسب نفسه في كل يومٍ وليلة مرة،
أين من ذلك المسلمون الآن؟
فلا ينام في الليل إلا وقد قرَّت عيناه بعد أن حاسب نفسه أنه أرضى الله عزَّ وجلَّ بما قدمه لنفسه عند الله وأنه قد أخذ خُلو طرفٍ نحو عباد الله، فينام قرير العين جزلان لأنه حاسب نفسه أمام حضرة الرحمن عزَّ وجلَّ.
وقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه:
[حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، فإن من أدام حساب نفسه دخل يوم القيامة في القوم الذين قال فيهم الله:
"إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ" (101الأنبياء) ].
يدخلون الجنة بغير سابقة سؤال ولا حساب،
ومن لم يحاسب نفسه هنا تعرَّض هناك لأشد الحساب، أو تعرض هناك للوم والتوبيخ والعتاب، وهذا يكون أمام أهل الموقف أجمعين، وهذا أمرٌ عسير ينبغي على المؤمن أن يُخرج نفسه منه،
بل إن نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام كان يدعو الله بأن لا يُعرضه لهذا الخزي والمحاسبة والمعاتبة أمام الملأ، فيقول دوماً لمولاه:
"وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ" (87الشعراء).
والخزي يكون بالمحاسبة والمُساءلة والمعاتبة أمام الناس.
وقد بشرنا الله عزَّ وجلَّ خيار الحبيب المختار، بأن الله عزَّ وجلَّ يحفظهم من هذا المقام فقال فينا ونرجوا الله أن نكون منهم أجمعين:
"يَوْمَ لا يُخْزِي الله النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ" (8التحريم).
قال صلى الله عليه وسلَّم:
(أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب إلى الله واستغفره في اليوم مائة مرة)( رواه الإمام احمد والبخاري والطبراني) ـ وقال صلى الله عليه وسلَّم:
التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له"( رواه البيهقي والطبراني وأبو نعيم)
أو كما قال أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين الواحد ا لأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، موفق الطائعين إلى نعيم مناجاته، ومُلذذهم بمنازل الأنس من حضراته.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله باب قربه ورضاه، وسر كل عطائه وهباته،
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا بحسن الإتباع له في الدنيا، واجعلنا من أهل شفاعته أجمعين يوم لقائك يا ألله.
أما بعد فيا أيها الأخوة المؤمنين:
إن صلاح حال المجتمع الذي نحن فيه يتوقف على محاسبة النفس،
فلسنا محتاجين إلى أموال ولسنا محتاجين إلى مبان ولسنا محتاجين إلى مدارس ومستشفيات وإنما نحن محتاجون إلى أفراد امتلأت قلوبهم بمراقبة الله في الغدو والرواح، مثل هؤلاء يكيفون الأشياء ولا تكيفهم الأشياء
فلو وجد الطبيب الذي يراقب الله
يستطيع أن يجعل المسجد عيادة .. ويستطيع أن يحول الشارع إلى عيادة .. ويستطيع أن يكشف في أي مكان . لأنه يراقب الرحمن عز وجل، أما إذا جهزنا المستشفى بالأجهزة الراقية !!ودخلها من لا ضمير ولا دين له!! فإنهم يعطلونها !!! ليفتحوا عياداتهم .. وهذا ما نعاني منه الآن.
إذا وجد المدرس الذي يراقب الله.. فإنه يستطيع أن يُدرِّس في هذا المكان .. ويستطيع أن يُدرِّس في الحديقة ... ويستطيع أن يدرس علي حافة الطريق كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أما إذا لم يكن عنده هذه المحاسبة! فإنه عنده الإمكانيات ولا يكلف نفسه ولا يجهد نفسه حتى يوفر صحته وجسمه للعمل الذي يعمله في المنازل !!! ولا يبارك الله في ماله ولا رزقه ولا في بيته ولا في أولاده ولكنه لا يشعر بذلك.
إذا توفرت هذه المحاسبة للتجار لم نحتج إلى مباحث للتموين!!! ...
بل إننا كلما أعددنا لائحة !! أعدوا المخرج منها قبل صدورها، وكلما جئنا إليهم بمباحث !! احتاجت المباحث إلى مباحث آخرين وهكذا، فمن أين المخرج إذاً ؟؟؟؟
والله لا مخرج لنا إلا إذا دربنا أنفسنا و أولادنا ودربنا أفراد مجتمعنا على أن يراقبوا الله ويعملوا ابتغاء وجه الله عز وجل وقلنا لهم قولوا كما قال الله تعالى :
"وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (105التوبة) .
تذكر دائماً واستحضر دوماً أننا إلى الله مسافرون، ومن الدنيا راحلون، والرجوع إلى الله لا يعلم وقته إلا الله.
فعلينا أن نستعد لهذا الوقت بالمداومة على طاعة الله، وبالبعد بالكلية عن معصية الله وأحرَصَ ما نحرص عليه أن نحاسب أنفسنا على كل صغير وكبير
أخي المؤمن:
جعل الله عزَّ وجلَّ للمؤمن في كل شيءٍ تراه عيناه عظةٌ وعبرةٌ تأخذه إلى الله وتردُه عن الشرور والآثام وتمنعه عن المعاصي التي نهى عنها الله جلَّ في علاه.
فعندما ننظر إلى أي أمرٍ حولنا مهما علا شأنه نجده أنه لابد له من زوال، ولذا قال الله عز وجل:
" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" (27) (الرحمن).
إذن لابد لنا وإن طال بنا العمر من الموت، وماذا بعد الموت؟ عرضٌ وحسابٌ وثوابٌ أو عقاب، ولا يوجد هناك فرصة للعمل، فالدنيا عملٌ ولا حساب، والآخرة حسابٌ ولا عمل، لا يستطيع المرء أن يزيد في حسناته، ولا أن يُنقص من سيئاته لأن الأمر انتهى، وأن مردنا إلى الله.
إذا علم المؤمن هذه الحقيقة وأنه مسافرٌ إلى الله، وما هو ميعاد السفر حتى نستعد ونتأهل؟
لا يعلم ذلك إلا عالم الغيب والشهادة:
"وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (34لقمان).
فربما يكون المرء في هذا اليوم جالساً مع المؤمنين وقد خرج حسابه وتذكرته للسفر إلى الدار الآخرة عند رب العالمين وهو لا يدرى، فإذا كان الإنسان لا يدرى الوقت الذي يقابل فيه مولاه، مع قوله صلى الله عليه وسلَّم:
"يبعث كل عبد على ما مات عليه"(رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه) ـ وقوله صلى الله عليه وسلَّم:
(إنما الأعمال بخواتيمها)(2)
فما العمل الذي يريد أن يُختم له به إذا أدرك ذلك؟
بأن يستعد بعملٍ صالحٍ على الدوام، ويُفارق المعاصي والذنوب والآثام على مدى الأيام، حتى إذا جاء أجله الأخير جاءه وهو في طاعة الله وفى عبادة الله وفى عملٍ صالحٍ يحبه الله، فيخرج إلى الدار الآخرة ويُبعث في الدار الآخرة على هذه الحالة فيراه كل خلق الله، فيفرح يوم الدين بعمله الذي خرج به من الدنيا وكان فيه نهاية عمره الذي قدره له رب العالمين عزَّ وجلَّ.
وهذا كان حال الصحابة الكرام ومن بعدهم من الصالحين على الدوام، من نسى الدار الآخرة والموت والحساب، لابد أن ينسى الله عزَّ وجلَّ فتضحك عليه نفسه وتجعله يقع فيما يُغضب الله، ويزاول المعاصي التي نهى عنها الله، ويجالس المجالس التي نهى عنها رسول الله، فإذ جاء الأجل قال:
رب ارجعون لعلى أعمل صالحاً فيما تركت فيُقال له :
" كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" (100المؤمنون). .......ثم الدعاء
***********************************************************
(1) ورد حديث صححه الحاكم وابن حبان عن أبى ذر رضي الله عنه قال:سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صحف إبراهيم؟
قال:كانت أمثالا كلها..أيها الملك المسلط المبتلى المغرورأنى لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكنى بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فأنى لاأردها ولو كانت من كافر..
وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات:
ساعة يناجى فيها ربه ,وساعة يحاسب فيها نفسه ,وساعة يتفكر فيها فى صنع الله عز وجل ,وساعة يخلو فيها لحاجة من المطعم والمشرب.
وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا ألا لثلاث:تزود لمعاد أو مرمة لمعاش
أو لذة في غير محرم.
وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ,مقبلا على شأنه,حافظا للسانه,ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه ألا فيما يعنيه.
(2) صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار. الأعمال بالخواتيم. وفي رواية للإمام أحمد في المسند صححها الأرناؤوط : وإنما الأعمال بالخواتيم.
تعليقات: (0) إضافة تعليق